Tuesday 24 July 2012

تفاصيل “ساعة الصفر” لقلب النظام في سوريا


تفاصيل “ساعة الصفر” لقلب النظام في سوريا
24/07/2012


الجنوب نيوز – تعترف «الحلقة الضيقة» التي تحوط بالرئيس السوري بشار الاسد بان عملية تفجير «خلية الازمة» ومقتل القادة الامنيين «لم تكن محدودة بل جزء من خطة كانت معدّة لقلب النظام واحتلال العاصمة دمشق، في التوقيت عينه من اليوم ذاته».
وتكشف مصادر «لصيقة» بالرئيس الاسد لـصحيفة الراي الكويتية ان «عملية اغتيال القادة الامنيين تزامنت مع انتشار كثيف لآلاف المسلحين داخل دمشق في اطار خطة أُعد لها مسبقاً لاحتلال العاصمة وضرب مفاصلها الحيوية والقضاء على النظام».
وتقرّ المصادر بانه «رغم ان الخطة باءت بالفشل، فان النظام لم يكن على علم مسبق بها ولا على معرفة بدخول المسلحين وأسلحة ثقيلة وآليات رباعية الدفع… وهي التحركات التي شكلت الساعة صفر للخطة المنسقة لاحتلال دمشق وقلب النظام».
واذ تؤكد المصادر ان «النظام استعاد سريعاً زمام المبادرة بقتله أعداداً كبيرة من المسلحين ومحاصرة أعداد لا يستهان بها، وبفرار بعضهم الى خارج العاصمة»، فانها تشير الى ان «الخطة كانت تقضي بقطع طريق المطار، وهي قطعت لبعض الوقت، وباحتلال مبانٍ حيوية كبعض المراكز الامنية والاعلامية».
وتلفت المصادر عينها الى ان «عمليات تنظيف بعض الجيوب في العاصمة تتم بنجاح وسط تقهقر المسلحين وفرارهم واعادة الامساك بالوضع»، مشيرة الى انه «يجري التعامل مع الجيوب التي ما زالت موجودة في منطقة السيدة زينب ومناطق اخرى، ومن المتوقع ان يصار الى الاجهاز عليها قريباً».
وتشبّه المصادر «الخطة وساعتها الصفر بالطريقة عينها لمحاولة اغتيال الزعيم النازي ادولف هتلر التي عرضها أحد الأفلام حيث جرى وضع حقيبة متفجرات تحت الطاولة، وابلغ الجميع مع دوي الانفجار بان العملية نجحت…».
وتروي المصادر «القريبة جداً» من الرئيس السوري لـ «الراي» انه «مع انتشار آليات الدفع الرباعي في العاصمة انتشر الخبر الكاذب بين الناس تارة عن ان الرئيس الاسد هو من بين الذين قضوا بالانفجار، وتارة اخرى عن أنه يبحث عن مخرج شخصي عبر التنحي».
وتضيف المصادر انه «انتشر مع المسلحين ايضاً فريق لا يستهان به من الاعلاميين لمواكبة الحدث المهم، والذي نقرّ بانه لم يكن ابداً حدثاً عابراً بل تطور مفصلي بالنسبة الى النظام الذي كان هدفاً لخطة اريد منها قلبه والاطاحة به في عملية معقدة ومنسقة، أمنية وعسكرية».
وترى المصادر أن «الانتشار الاعلامي الذي واكب انتشار المسلحين كان لافتاً ويعكس ادراكاً بان الرأي العام السوري غالباً ما يتأثر بالاعلام المرئي وبما تضخه الفضائيات، ولذا جاء انتشار هؤلاء مع المسلحين ضرورياً لاسقاط نظام الرئيس الاسد إعلامياً قبل أن يسقط فعليا».
وتقول تلك المصادر ان «الرئيس الاسد استطاع اخذ زمام المبادرة من جديد بتعيينه رئيس الاركان (السني) فهد جاسم الفريج وزيراً للدفاع ومنحه كامل الصلاحيات للتعامل مع الواقع الحالي»، لافتة الى ان «اول التعليمات التي اعطاها اللواء الفريج للضباط العملانيين على الارض كان الرد على مصادر النار بعشرة أضعاف».
وتكشف المصادر عينها أن «وحدات النظام زُودت بأجهزة متطورة جداً، ومن أهمها اجهزة التنصت الميداني ووسائل تجسسية للقضاء على مفاتيح المعارضة»، من دون ان تقلل المصادر من «اهمية التجهيزات التي صارت في حوزة المسلحين».
وتلفت المصادر الرفيعة المستوى في القيادة السورية الى ان «من الطبيعي ان تكون لدى المسلحين قوة نارية لا يستهان بها لوجود معابر حدودية تحت سيطرتهم، ودخول تركيا مباشرة على خط الدعم اللوجيستي وتأمين قطر والسعودية الدعم المالي لهم»، متحدثة عن «القاء القبض وقتل عدد من المسلحين من جنسيات عربية مختلفة كانوا يشاركون في المعارك ضد النظام تحت لواء الجهاد والنصرة في بلاد الشام».
وتعتبر المصادر ان «ليس هناك من حاجة لتثبيت الكلام عن دخول الخليج على الخط، فهذا ما يصرّحون به انفسهم، ونحن سنلزمهم بما الزموا به انفسهم»، لكنها – اي المصادر – تشير الى ان «الخطة الهجومية ضد النظام والضربات الامنية تفوق قدرة دول المنطقة، ما يعزز الاعتقاد الراسخ اساساً بدخول الجنرالات الاميركية والاوروبية على خط المواجهة وبالمباشر».
واذ تقول المصادر ان «دخول دول الخليج والدول الغربية على الخط كان ضمن خطة روسية ـ صينية ـ غربية مقرونة بالتزام واضح بإعطاء الرئيس الاسد فرصة جمْع المعارضة واجراء التغييرات اللازمة ايذاناً باعادة الوضع في سورية الى مساره الطبيعي»، فإنها تشير الى ان «خطة (الساعة صفر) اغضبت روسيا التي شعرت بخديعة غربية وانقلاب على الاتفاق الاساس، وفشل محاولة قلب النظام اتاح لموسكو اظهار غضبها من عدم احترام الغرب للتفاهمات القائمة. وهذا ما عبّر عنه الرئيس بوتين حين حذّر قبل ايام الدول الغربية الكبرى من التحرك خارج مجلس الامن لان ذلك لن يكون مجدياً ومن شأنه تقويض سلطة الامم المتحدة».
وتلفت المصادر الى ان «تحذيرات بوتين كانت واضحة لجهة عدم السماح بدخول اي طرف او اي دولة على خط التدخل، وهو ما يتناسب مع القرار الذي اتخذته القيادة السورية بوضع عدد لا يستهان به من الوحدات الجاهزة للتدخل في حال دخول اسرائيل على الخط».
وتضيف المصادر من داخل مركز القرار السوري بان «جسماً كبيراً من الجيش لم يُزج به في المعركة، وتَقرر في اطار التقويم الاستراتيجي الاحتفاظ به على اهبة الاستعداد لمواجهة اي مغامرة اسرائيلية في حال قررت تل ابيب الدخول على الخط»، لافتة الى ان «الرصد الحالي يؤشر الى ان اسرائيل تتهيأ لذلك».
وتشير المصادر عينها الى ان «الاجهزة الاسرائيلية دخلت فعلاً على الخط ونفذت عمليات عدة بأدوات سورية، من بينها ضرب منصات الصواريخ الجوية والاسلحة الدفاعية ـ الهجومية المتطورة التي لا يمكن استعمالها الا في حال المواجهة مع اسرائيل»، كاشفة عن ان «البصمات الاسرائيلية واضحة في اغتيال اللواء المهندس نبيل ابراهيم زغيب الذي يعمل في المشروع الصاروخي السوري ويُعتبر من العقول الاساسية فيه».
وترى المصادر ان «ثمة وحدات متحركة قامت بمهاجمة المواقع الاساسية ـ الاستراتيجية والتي لا علاقة لها بإسقاط النظام، وهو ما يشكل دليلاً اضافياً على ان ما يجري ما هو الا محاولة ترمي الى اضعاف سورية كدولة ولاخراجها كلياً من معادلة الممانعة والتي تضم ايران و«حزب الله».
وتقول مصادر قريبة من «حزب الله» لـ «الراي» انه «في حال دخول اسرائيل على الخط فان المقاومة، كما اعلنت سابقاً، تعلن مجدداً انها لن تقف مكتوفة الايدي امام اي تدخل عسكري اسرائيلي او اطلسي، ضد سورية»، مشيرة الى «نيةٍ اصبحت تتجسد اكثر فاكثر لدى اسرائيل، بالدخول على خط المواجهة في سورية، غير مدركة بان هذه المغامرة لن يكتب لها النجاح، لان سورية لن تكون لوحدها في الخندق».
وتذكّر المصادر بما قاله الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله اخيراً حين تحدث عن ان «الاسلحة التي استعملها الحزب سوريّة ومن صنع سورية، ولذا فإن الحزب سيكون الى جانب مَن وقف معه في حرب يوليو 2006 والى جانب مَن يقف ضد اسرائيل»، متوعدة بان «المعركة لن تكون سورية معنية بها فقط، بل ستكون معركتنا».

No comments:

Post a Comment