Thursday 26 July 2012

العزاء ما قبل الاخير


العزاء ما قبل الاخير


عبدالله الهريشات





       ادعياء القومية والبعثية واليسارية يتباكون ويندبون ويشقون الجيوب في الاردن هذه الايام على خلية العصابة المجرمة الآثمة الهالكة التي لا زالت ايديها وايدي رئيس عصابتها ومجرميها ملطخة بدماء الشعب السوري االحر الابي من ابناء خالد وصلاح الدين والعظمة والعلي وهنانو والحلبي والقسام ، وكلما كانت مصالح القوم ومنافعهم اكثر كلما زاد التباكي والعياط  وليست النائحة كالثكلى ، فالشعب السوري من حرائره الارامل والثكالى ومن احراره الاطفال والايتام والعجائز والشباب هم من يكتوون بنار ظلم وفساد وبطش هذه العصابة التي لم يشهد التاريخ مثيلا لها في الاجرام من ابادة  وتدمير للوطن والشعب ومن قبل راع لم يكن الا ذئبا واسدا على هذا الشعب المظلوم وامام الاعداء نعامة وارنبا وبسا وديعا .


      عزوا وحق لكم ان تعزوا ايها القوم في الاردن فهو عزاءكم ما قبل الاخير لحزب البعث وعسى ان يكون عزاءكم الاخير بلا شماتة في رئيس العصابة عن قريب باذن الله ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ويزول كابوس ثقيل مميت عن شعب سوريا الابي الذي بات دوره معطلا لاكثر من خمسة عقود وعاش في الظلم والرعب والبطش والاستعباد ، فقد بدأ نور الحرية يشقشق على قاسيون والفيحاء والشهباء وحمص وحماة وادلب ودرعا وسائر مدن سوريا الحبيبة ، سوريا هنانو والعلي والقسام والحلبي وخالد وصلاح الدين فهاهو باب الحرية يدق بالدماء والارواح والاشلاء من الاحياء والشهداء الذين يبغون الحرية والمجد والخلود لسوريا ولشعبها الحر الابي.


   وااسفا على القومية التي تدعون وياحيف على عروبتكم التي تنتمون، شعب من امتكم تقتله عصابة مجرمة فيها تعزون وله تنسون وتتنكرون ، هل دماءها اغلى من دم الشعب المظلوم ، فاين منكم النخوة والشهامة واين منكم الحمية ان كنتم تدعون القومية ولكنها المصالح الدنيوية والاهواء لا المبادئ والافكار والقيم ، اليس فيكم من رجل رشيد اولم يكف هؤلاء الطواغيت الذين تمجدون خمسة عقود من الظلم والاستبداد وحكم الفرد ام انكم تتخذونهم الهة من دون الله فتدعونهم بالخلود والابدية ، وكما يقول دريد بن الصمة :

وما انا الا من غزية ان غوت غويت***وان ترشد غزية ارشد
امرتهموا امري بمنعرج اللوى***فلم يستبينوا الرشد الا ضحى الغد

 وليس لي الا ان اقول بقول الشاعر:

مات كلب في المدينة***فاسترحنا من عواه
خلف الملعون جروا***فاق في النبح اباه


     ان من الاسباب الرئيسة في تاخر امتنا وذلها واستعبادها وهوانها على الامم هو هذه الاحزاب البعثية واليسارية والناصرية والطائفية التي تدعي الحرية والوحدة والاشتراكية والعدالة الاجتماعية وتنادي بامة واحدة ذات رسالة خالدة وفي الواقع الفعلي وعندما وضعت على المحك وفي سدة الحكم تبين غير ذلك فاذا فيها فرقة الامة واستعباد الشعوب وضياع المقدسات والجولان واذا بها عصابات بطش ورعب وظلم وفساد ومنافع لشخوص الحزب والاتباع واما الشعب فله الموت والذل والهوان وليموتوا عبيدا وجياع , واما ادعاءات المقاومة والممانعة فهي ما نراه من مدافع وطائرات تستخدم على الشعب السوري ولم نرها يوما استخدمت على الاعداء مع ان الاعداء في كل يوم يخترقون لهم الاجواء ويضربون مواقع هامة لهم في العمق فلا نسمع الا التهديد والوعيد في حفظ حق الرد على الهواء وكم من حقوق حفظ للرد حفظوا، ولم نر منهم لا ردا ولا صدا وكان الرد على الشعب والوطن في تدمير البلاد وتقتيل العباد . ان حزب البعث وغيره من احزاب تنخر في جسد الامة قد جربت وبان افلاسها وهي الان في نزعها الاخير، وان الامة لن تتقدم ولن تنهض الا بعد افول مثل هذه الاحزاب الرجعية التي ارجعتنا الى الجاهلية الاولى والى عصور القرون الوسطى.

No comments:

Post a Comment