Thursday 18 October 2012

وراعي الشاة يحمي الذئب عنها *** فكيف إذ الرعاة لها ذئاب ؟!



وراعي الشاة يحمي الذئب عنها *** فكيف إذ الرعاة لها ذئاب ؟!
الكاتب : مروان الحلنوتي
الثوار السوريون يرددون هتافاتهم المنددة للظلم والإستبداد ،ونكرانهم بالمجازر البشعة التي يقوم بها نظام الأسد وشبيحته، وأعوانه من البلاطجة, ومن أعجب تلك الشعارات :
" إن الله لم يخلق عنق ألاسد الطويلة عبثا فإن لها مع القصاص موعد! " .
حقا إن لها مع القصاص موعد , ونهاية كل ظالم الفناء , وعاقبته الخسران المبين , ولا يدوم ظلم بأية حال , ومهما أوتوا من قوة وجبروت , فإن تلك القوة تحت الإختبار " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " فإن تكبر جبار وقال مقولة السالفين " من أشد منا قوة ؟ " قلنا لهم " أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة "؟! فإن قالوا : " لولا يعذبنا الله بما نقول " ونفعل ؟ قلنا :"إن ربك لبا المرصاد ".
فسوريا أصبحت تستنجد من وريقات جامعة الدول العربية التي لا تغني ولا تسمن من جوع , ولا يرفع صوتها فوق مبناها في القاهرة , وكل ما لديها من قوة هو عقد مؤتمرات عاجلة لمناقشة المشهد السوري الكئيب , ولكن ذلك لن يجدي نفعا , وقد تحمل الجامعة وريقاتها إلى مجلس الأمن الذي بدوره لا يرى المصائب والأهوال إلا عن طريق المصالح والمنافع , فتركع الجامعة أمامه لتطلب الغوث منه , ولكن هيهات هيهات أن يقوم الغرب لقضية عربية مادام أهلها مشغولون عن حقهم , وماداموا في سبات عميق , ومادام لم ير الغرب مصلحته وراء دماء الشهداء بعدسة عابرة.
إنهم يبكون دائما على مجد الأجداد، فحق لهم البكاء مثل النساء على مجد لم يحفظوه كالرجال ! , وحق لهم أن يهون امام المجمعيات والمجالس الأممية مادامت جمعياتهم ومجالسهم لا تأوي إلى ركن شديد، على الأقل النظرة المادية لموازين القوى الدولية.
والكفر ملة واحدة، وقد ينخدع بعض المسلمين تصريحات الغرب المائلة نسبيا إلى ما تمليه الظروف الراهنة في البلاد من جهة، ورغبة الثوار وإرادتهم من جهة أخرى , وقد يلقون االلوم واللعنة على الشيوعيين الروس والصين لمجابهتم هذه النظرة ، ربما لقصور في عقلهم وتجاربهم وخبراتهم، فإنه لا محالة سيهزم جيش الشرّ وأعوانه , ولكن اللافت لماذا يذهب الغربيون إلى مجلس الأمن هذه المرة مع علمنا أنهم لم يجدوا موافقة منه يوم أن ذهبوا إلى العراق وصدامهم ؟ والروس والصين لماذا يدافعان عن الأسد بهذه البلادة والسذاجة لدرجة استخدامهم الفيتو (حق النقد) دون تعاطفهم مع القذاقي بهذه الدرجة ؟
إنما هي لعبة شيطانية في مسرح واسع يتفرجه الجميع مباشرة عبر شاشات الأقمار الصناعية دون ثمن.
ولكن شعب سوريا ليسوا ضعافا ولا جبناء , بل هم جن المعارك ومردة الميادين , ولا تزال وقدة البطولات في دمائهم , ما ضاعوا إرثهم منها من يوم أن مشوا أعزة أحرارا فجالوا في الشام إلى أن خرجوا مع الإسلام، وتحت راية الإسلام يمشون لينشروا العدل والحق والهدى في الأرض , يزيحون كل من يعترض طريقهم ولو كان كسرى أو قيصر , حتى ركزوا راية القرآن على كل قلعة وكل قصر نزلوا , إلى أن استضاف أهل سوريا الخلافة لتصبح دمشق عاصمة الإمبراطورية الإسلامية , ولا مجال لليأس والإستسلام أمام الطغيان والطغاة , ويأنف شعب من نسل أبطال كهؤلاء الخنوع والخضوع لأمثال أولئك الأنذال الذين لا يجيدون إلا لغة المجازر على أبنائه إرثا من أبيه " أتواصوا به بل هم قوم طاغون " .
وكما قال المراقب العام السابق لإخوان سورية علي صدر الدين البيانوني في حواره مع مجلة المجتمع في العدد (1994) نقول لإخواننا السوريين:
" لا توجد في سورية أرضية صالحة للحوار في ظل إصرار النظام على الإمعان في القتل ومحاصرة المدن وإذلال المواطنين وانتهاك الحرمات" ، " على الشعب السوري الإعتماد على الله والصبر والمثابرة والثبات والتمسك بالأهداف وإجتماع الكلمة ورصّ الصفوف"
فبقيادة خالد بن الوليد - رضي الله عنه - ومعه أبطال المسلمين ارتحل هرقل عظيم الروم عن سوريا قائلا:" سلام عليك يا سوريا، سلاما لا بقاء بعده "! ولا شك أن هرقل النصيري سيمر طريق سالفه ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.



No comments:

Post a Comment