Tuesday 3 April 2012

الاصلاح او السقوط

بقلم : عبدالله الهريشات
       ان ارادة الشعوب من ارادة الله وانه لن يقف في طريق هذه الارادة طاغية الا سحقته ، وان ليس لهذه الانظمة امام هذه الارادة الا امرين اثنين لا ثالث لهما اما الاصلاح او السقوط ، وان على الانظمة ان تفهم جيدا ان هذه الارادة تبدأ بالمطالبة بالاصلاح والاصلاح اولا ، ثم ان لم تجد من النظام اصلاحا لنفسه او قابلية للاصلاح ، اولم تجد للاصلاح سبيلا وغلقت امامها جميع ابواب الاصلاح ، بل وجدت ان الفساد فيه ومنه يزداد و يعم ويطم فانه ينتهي دور أولا ، ليبدأ دور المطالبة بالسقوط سقوط النظام ثانيا وليس هناك ثالث ابدا.

       ان على الاْنظمة العربية جميعا بلا إستثناء أن تستفيد من فرص الاصلاح سريعا وألاّ تفوتها وإلاّ لقيت ما لقيته انظمة سبقتها والامثلة الآن ماثلة للعيان وتتكرر ، لا نريد ان نسمع ما سمعناه وكرره السابقون الذين لقوا ما لقي فرعون في اليم وما لقيه قوم نوح في الطوفان .

      على الانظمة ان تفهم سنن الله الكونية ، وان تعلم ان سنة الله ماضية فيهم كما مضت في الامم التي من قبلهم (سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا) ، ( سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا) . ان هذه الكراسي التي تتشبث بها الانظمة ما هي الا نقمة و بلاء او نعمة و ابتلاء فان كان الكرسي عادلا يدوم الامن والخير و (لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد) ، وان كان الكرسي ظالما فانه كرسي ملعون بنفسه وعلى صاحبه وعلى النظام ، و يجلب الخوف والشر وسيصبح خازوقا شيطانيا ولعنة للفرقة والقتل و الدمار.

    لا نريد ان نسمع ان هذا البلد العربي ليس كمثل ذاك البلد العربي ، وان مصر ليست كتونس ، وها نحن نرى الان ان تونس ومصر اليوم هما غير تونس ومصر الامس .
      ان العرب جميعهم في الهم شرق وليس هناك من على راسه ريشة او حصانة او تميمة سواء حاكم اوبلد دون اخر فالتغيير والاصلاح قادم شئتم ام ابيتم , فارادة الشعوب من ارادة الله وعلى الحكام العرب ان يعوا ويعملوا لذلك جيدا قبل ان يصيبهم ما اصاب صحبهم ويقعوا فيما وقعوا فيه فالعرب اليوم ليسوا هم عرب الامس والغد القادم غد عربي بامتياز سياخذ دوره الحضاري بين الامم الاخرى والعاقبة للمتقين .
      لا نريد ان يقول احدهم متأخرا بعدما قال منكرا من القول وزورا ( انا فهمتكم) بلا تطبيق وتغيير واصلاح وقد فات به المعاد واضاع الفرصة من بين يديه وطارت به رجليه الى جدة (كابن علي).

      لا نريد ان يقول احدهم فاتكم القطار(كابن صالح) ولا يعلم المسكين انه هو من تأخر عن القطار قطار التغيير والاصلاح لانه لن يجد حمارا ليلحق بالقطار هذا ان لم يسحقه القطار وراكبوه.

      لا نريد ان نسمع من احدهم يقول ان الاصلاح يحتاج الى مدة طويلة للاصلاح(كابن الاسد) الم يعلم ان فترة الرئاسة في اعظم الدول القوية هي اربع سنوات وان طالت فلن تتجاوز الثمان ، وهم قد تجاوزوا مضاعفات الثمان وهم هم في تأخر وتوان .

       لا نريد ان نسمع من احدهم ان امهلوني الى سبتمبر2011 (كمبارك) وقادته فرعنته الى ما ترون ، ومن اخر ان امهلوني الى 2013 (كابن صالح) او ان يعرف الايدي التي ستستلم من بعده او ان يسلم التركة الى ابنه واخيه او يقول لو ان لي منصب لرميت استقالتي في وجوهكم ، وان يقول انه قد دفع ثمن بقائه ، او انه لا يتصور رحيل ابيه وما الى ذلك (كالقذافي وابنه) .

       لا نريد ان نسمع عند المطالبة بالاصلاح ان هناك مؤامرات وان وراء المصلحين والمطالبين بالاصلاح اجندة مشبوهة واجنبية ، لأن هؤلاء هم ابناء الاوطان البررة الذين يريدون لاوطانهم الامن والخير، لإن الفساد واهله يزين لهم شياطينهم ذلك ليظلوا يقتاتون في لقمة عيش الفقراء ويلغون ويرتعون في المال العام ولإنهم يخافون اليوم الحساب ، فكيف غدا في يوم الحساب .

        لا نريد ان نسمع ونرى مراكز القوى الفاسدة من بطانة السؤ ومن في الاجهزة هنا وهناك من شجر الدر والابناء والاحفاد والعائلات الفاسدة ، لا نريد ان تتحكم هذه القوى الفاسدة في مقدرات الاوطان العربية، لا نريد ان تتحكم فينا و فيها ، فيستغلون الاوطان وخيراتها من اجل مصالحهم وينسون ويتناسون بل يخونون مصالح الاوطان العليا والامانة التي يحملون .

      لا نريد من احدهم ان يسمعنا ما سمعناه وتكرر الاسطوانة التي سجلتها الانظمة من قبله ، لا نريد حربا اهلية ولا تدخلات اجنبية ولا قتلا ولا سفكا للدماء ولا تقسيما للاوطان وبمبررات واهية وحجج شيطانبة .

      ان هذا العقد هو عقد الشعوب العربية في التغيير والاصلاح ، عقد حريتها ووحدتها لتعود من جديد لقيادة العالم بالحضارة الانسانية حضارة الايمان والعدل والسلام ، وان خير هذه الانظمة هو من اعتبر واتعظ بغيره وبأُمم من سبقوه ، وشر هذه الانظمة من كان مثله مثل صم بكم عمي فهم لا يفقهون.