Friday 7 February 2014

ذي تايمز: الجيش السوري الحرّ يستعد للاستيلاء على دمشق

ذي تايمز: الجيش السوري الحرّ يستعد للاستيلاء على دمشق

ذي تايمز: الجيش السوري الحرّ يستعد للاستيلاء على دمشق
عمان1:قالت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية إن "دولا غربية تمول هجوما عسكريا جديدا للمعارضة السورية حول دمشق في محاولة للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد قبل جولة المفاوضات الثانية في جنيف".
وأضافت الصحيفة البريطانية أن "الهجوم يمثل محاولة من الجيش السوري الحر وحلفاء المعارضة السورية لإعادة تأكيد نفسها بعد شهور من الاقتتال بين قوى المعارضة".
واشارت إلى أن "الهجوم يشمل 18 لواء من المتمردين مدعوما بتدفق جديد من السلاح والمال عبر الحدود الأردنية، حيث أقامت الولايات المتحدة قاعدة تدريب جديد للجيش السوري الحر، طبقا للقادة الميدانيين. ويشمل هذا الدعم مبلغ 31 مليون جنيه استرليني نقدا لدفع أموال للمقاتلين بالإضافة إلى شراء الأسلحة".
ونقلت "ذي تايمز" عن المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض منذر أقبيق قوله إن "هناك أشياء من الأفضل عدم الحديث عنها، لا أريد أن أتحدث عن تفاصيل التمويل، لدينا أصدقاء - أصدقاؤنا في الغرب وإخوتنا في الخليج"، مشددا على أن "الولايات المتحدة تقدم أسلحة خفيفة جدا، بالإضافة إلى تدريبات مباشرة لنحو ألفي مقاتل".
وتابعت الصحيفة أن "الهجوم يأتى وسط مخاوف بأن الرئيس الأسد قد يتفاوض من منطلق قوة في المؤتمر حيث أنه لا يزال يمتلك اليد العليا على أرض المعركة".
واكدت دمشق الجمعة مشاركتها في الجولة الثانية من المفاوضات مع المعارضة في جنيف، والمحددة في العاشر من شباط/فبراير، لاستكمال البحث في التوصل الى حل سياسي للأزمة، بحسب ما اعلن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل عن المقداد قوله "تقرر مشاركة وفد الجمهورية العربية السورية الى مؤتمر جنيف في الجولة الثانية من المباحثات الاثنين القادم".
ولفتت "ذي تايمز" إلى أن قوات الجيش السوري الحر نشرت فيديو على شبكة الإنترنت لدبابات قوات المعارضة ومدافع الهاون الثقيلة وقاذفات صواريخ متعددة، تقصف ما قيل إنها "مواقع حكومية على الطرق السريعة قرب بلدة عثمان شمال درعا بالقرب من الحدود الأردنية".
وقال المقداد ان الوفد الرسمي "يؤكد على متابعة الجهود التي بذلها في الجولة الاولى من أعمال المؤتمر، بالتشديد على مناقشة بيان جنيف (1) بندا بندا وبالتسلسل الذي ورد في هذا البيان".
وينص هذا الاتفاق الذي تم التوصل اليه في حزيران/يونيو 2012، وفي غياب اي تمثيل لطرفي النزاع، على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية.
وتعتبر المعارضة ان نقل الصلاحيات يعني تنحي الرئيس الاسد، وهو ما يرفض النظام التطرق اليه، مؤكدا ان مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع.
واعتبر المقداد ان "اعادة الامن والاستقرار الى ربوع سوريا تحتم مناقشة وضع حد للارهاب والعنف كما ورد في بيان جنيف، وضرورة اتفاق الجانبين السوريين على ذلك صيانة لارواح المواطنين السوريين ووقف سفك دمائهم من قبل المجموعات الارهابية المسلحة ومن يدعمها اقليميا ودوليا".
ويتهم النظام السوري مقاتلي المعارضة بكونهم "ارهابيين" مدعومين من دول اقليمية وغربية، ابرزها المملكة العربية السعودية وقطر والولايات المتحدة.
واجتمع مندوبون من الجانبين المتحاربين في سوريا وجها لوجه لأول مرة في مؤتمر "جنيف 2" للسلام الاسبوع الماضي، لكن دون الاتفاق على أي شيء ما عدا الاتفاق الإنساني بشأن حمص الذي كان دبلوماسيون يأملون أن يكون خطوة أولى للالتقاء بين الفرقاء السوريين، وتم التوصل اليه الخميس فقط.
ومن المتوقع أن يغادر الجمعة حوالي 200 شخص مدينة حمص السورية المحاصرة في المرحلة الأولى من اتفاق إنساني لإجلاء المدنيين والسماح بوصول المساعدات على ما اكده محافظ حمص.
وقال طلال البرازي للتلفزيون السوري إن "المناخ ايجابي" قبل العملية التي من المتوقع أن تبدأ بحلول منتصف النهار وتسمح للنساء والأطفال وكبار السن بمغادرة المدينة القديمة المحاصرة.
وحصار المدينة القديمة مستمر منذ أكثر من عام ويقول نشطاء إن 2500 شخص بالمنطقة يصارعون الجوع وسوء التغذية.
ولا يمثل المحاصرون في حمص سوى قلة من السوريين المحاصرين في جميع أنحاء البلاد وهم في حاجة ماسة للمساعدات.

Monday 2 December 2013

126 ألف شخص حصيلة قتلى النزاع السوري

126 ألف شخص حصيلة قتلى النزاع السوري

جراسا نيوز -
جراسا -
ارتفع عدد قتلى النزاع السوري المستمر منذ 33 شهرا ليقارب عتبة 126 ألفا، غالبيتهم من المقاتلين المعارضين والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.
وقال المرصد انه وثق مقتل '125 الف و835 شخصا منذ انطلاقة الثورة السورية' منذ منتصف آذار/مارس 2011 وحتى الاول من كانون الاول/ديسمبر الجاري.
واوضح ان عدد القتلى المدنيين بلغ 44 الفا و381 شخصا، بينهم 6627 طفلا و4454 امرأة.
وقضى في النزاع الدامي 27 الفا و746 مقاتلا معارضا، و50 الفا و927 من عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين لها.
واشار المرصد الى ان الضحايا من المقاتلين هم 19264 مدنيا حملوا السلاح ضد القوات النظامية، و2221 جنديا منشقا عن هذه القوات، اضافة الى 6261 مقاتلا من جنسيات غير سورية او مجهولي الهوية.
اما قوات النظام، فتتوزع بين 31174 جنديا نظاميا، و19256 عنصرا من اللجان الشعبية وقوات الدفاع الوطني، و232 مقاتلا من حزب الله اللبناني الذي يقاتل منذ اشهر الى جانب النظام، اضافة الى 265 مقاتلا شيعيا من جنسيات غير سورية.
كذلك، قال المرصد انه وثق 'بالصور والاشرطة المصورة'، مقتل 2781 شخصا مجهولي الهوية.
واشار المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف الاراضي السورية، الى ان الحصيلة لا تشمل اكثر من 16 آلاف معتقل ومفقود في السجون التابعة للاجهزة الامنية السورية، اضافة الى اكثر من خمسة آلاف معتقل من المقاتلين الموالين للنظام، تحتجزهم كتائب اسلامية وجهاديون مرتبطون بتنظيم القاعدة.
ويقدر المرصد ان يكون الرقم الفعلي لعدد الضحايا اكبر 'وذلك بسبب التكتم من الطرفين على الحجم الحقيقي للخسائر البشرية'.
وتسبب النزاع ايضا بنزوح وتهجير ملايين السوريين.

"طلال أبوغزاله للاستشارات": 12 مليون مهجر سوري

"طلال أبوغزاله للاستشارات": 12 مليون مهجر سوري

جراسا نيوز -
جراسا -
تشير الإحصائيات إلى أن عدد السوريين المهجرين حسب تقديرات الأمم المتحدة هي أقل من التقديرات غير الرسمية من المصادر الأخرى بنسبة تصل إلى 30%. أما التكلفة الاجمالية التي يتم تقديمها لدعم هؤلاء المهجرين فهي حوالي 54 مليار دولار أمريكي إضافة إلى العبء على البنى الاجتماعية والمالية الاقليمية.

ويُعزى هذا التعارض في التقديرات الى حقيقة أن الأرقام التي تقدمها الأمم المتحدة تقوم على حساب المهجرين المسجلين (وأولئك الذين على وشك التسجيل) حيث وصلت تقديرات لأعدادهم الى 8.7 مليون جرى تهجيرهم سواء داخل سوريه أو الدول المحيطة.

أما التقديرات التي توصلت اليها شركة طلال أبوغزاله للاستشارات فتشير الى أن الأعداد الحالية للسوريين المهجرين قد تكون أعلى, حيث هناك حوالي 3 ملايين شخص اضافي بحاجة للمساعدة, والذين لم يتم حسابهم في الوقت الحالي ضمن الاحصاءات الرسمية للأمم المتحدة, مما يرفع العدد الحالي للسوريين المهجرين الى 12 مليون بدلا من 8.7 وفقا لتقديرات الأمم المتحدة .

ومن المرجح أن تستمر الأرقام بالارتفاع نتيجة لاستمرار الأزمة وكذلك نتيجة لنسب الولادات الطبيعية بين السكان المهجرين. كما أن كلفة استضافة هؤلاء المهجرين مهمة جدا وجرى التقليل من قيمتها بشكل خطير. ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة فان الأرقام لم تشمل الكلف المباشرة وغير المباشرة التي تتكبدها الحكومات والمجتمعات المضيفة, وعوضا عن ذلك تم التركيز على كلفة المساعدات التي تقدمها وكالات الأمم المتحدة بالإضافة الى مبالغ محدودة من أجل تمويل مشاريع التنمية.

ويشير التقدير المبدئي الى أن متوسط الكلفة الاجمالية السنوية لكل سوري مهجر تصل تقريبا الى 4500 دولار. هذا يعني أن الكلفة الاجمالية لدعم المهجرين السوريين تتجاوز 54 مليار دولار أمريكي سنويا, مما يؤدي الى تأثيرات مالية سلبية على الدول المضيفة.

من جهة أخرى, يتم تقديم المواد الغذائية (مثل الخبز وغيرها من المواد) والمواد غير الغذائية (كالكهرباء على سبيل المثال) من قبل حكومات هذه الدول, لذلك فان أي زيادة في عدد المستهلكين سيؤدي الى كلف غير مستدامة للحكومات المعنية بينما لم تستفد الايرادات الحكومية بشكل مساوٍ من الاعمال التجارية والأيدي العاملة السورية. ونتيجة لذلك, تؤدي الاختلالات التجارية السنوية المستمرة الى تأثيرات مدمرة على اقتصادات الدول المجاورة.

وبالإضافة الى التأثيرات الاقتصادية والمالية على حكومات واقتصاد الدول المضيفة, أظهرت التقديرات تأثيرا كبيرا للأزمة على مختلف القطاعات, حيث تجلى ذلك في الصعوبات المعيشية في تلك الدول, واضطراب سوق العمل, وارتفاع في أسعار الاسكان, وصعوبة الحصول على الخدمات الصحية والتعليم، ونقص حاد في التزود بالمياه, بالإضافة الى الضغط المفرط على الخدمات التي تقدمها البلديات والأمن وإنفاذ القانون.

من جهة أخرى, يحتاج اعادة الاعمار في سوريه الى ما لا يقل عن 200 مليار دولار أمريكي, وهذه تقديرات أولية مؤقتة والتي يتعين دراستها بشكل كامل وذلك لاستمرار النزاع والدمار في سوريه كما وتوقع أن تكون هذه الأرقام أعلى من ذلك.

وبناء على نتائج هذه التقديرات غير الرسمية, تسعى طلال أبوغزاله للاستشارات الى إجراء تحقيقات للتأكد من هذه التقديرات وتكشف الأعداد الكلية للسوريين المهجرين وكذلك الكلفة الاجمالية (المباشرة وغير المباشرة) لتأثير هذه الأزمة على الدول المضيفة.

وتهدف هذه التحقيقات التي تجريها أبوغزاله للإستشارات للتأكد من التقديرات غير الرسمية وهي بمثابة الأبحاث الأولى من نوعها حول تأثير السكان السوريين المهجرين على الاقتصاد الاقليمي والقطاعات الاجتماعية الأخرى. وستقوم طلال أبوغزاله للاستشارات بنشر أي أبحاث اضافية حول تأثير أزمة اللاجئين السوريين على تلك المناطق ويشمل ذلك الأيدي العاملة، وتوفر فرص العمل, والتعليم, والصحة, وتدوير النفايات, والمياه, والميزانية الحكومية فضلا عن الناتج المحلي الاجمالي.

يقول سعادة الدكتور طلال أبوغزاله، رئيس مجلس ادارة شركة طلال أبوغزاله للاستشارات: 'مهما كانت الدول معولمة ومتكاملة, عندما تبدأ موجات الناس بالتحرك في مثل هذه الأعداد, يصبح التوافق صعبا. وبغض النظر عن عدد الناس والبشر المتأثرين بالأزمة, والأجيال الضائعة, وخيبة الآمال وعدم وجود حلول جاهزة, ستستمر أعداد الناس بالنمو, وسيكون هناك أطفال جدد للأسر المهجرة, وعليه يجب أن يكون أي تجاوب مع مشكلة المهجرين على مستوى واسع لمعالجة النمو الطبيعي الذي لا مفر منه في الأعداد والاحتياجات.'

وأضاف الدكتور أبوغزاله: 'نتوقع أن يشهد المستقبل تتابع الازمات, سواء الطبيعية أو تلك الناجمة بفعل البشر. وقد شكلت الدول وحدات لإدارة الأزمات لكن تقديرات الكلف المالية وغير المالية متوسطة وطويلة الأمد من أجل التنظيم الأفضل ما تزال بحاجة للتثبت بطريقة ممنهجة.'

وشدد أبو غزاله على أننا بحاجة الى منهج قائم على التنسيق الجيد ودعم الحقوق ومتوافق مع قيم وفكر الأمم المتحدة, فضلا عن خارطة طريق شاملة من أجل عكس نتائج الأزمة واختتم بالقول 'ان هذا هو الهدف الذي يجب أن يقدم له الدعم الكامل من المجتمع الدولي.'

أدلة على تورط الاسد في جرائم حرب

جراسا نيوز -
جراسا -
(أ ف ب) - اعلنت مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي الاثنين للمرة الاولى ان هناك ادلة 'تشير الى مسؤولية' للرئيس السوري بشار الاسد في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في سوريا.

وقالت بيلاي خلال مؤتمر صحافي ان لجنة التحقيق حول سوريا التابعة لمجلس حقوق الانسان 'جمعت كميات هائلة من الادلة حول جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. والادلة تشير الى مسؤولية على اعلى مستويات الحكومة بما يشمل رئيس الدولة'.

وقد انشئت لجنة التحقيق في 22 اب/اغسطس 2011 بموجب قرار صادر عن مجلس حقوق الانسان ومهمتها التحقيق في كل انتهاكات حقوق الانسان منذ اذار/مارس 2011 والتحقق من المذنبين بهدف ضمان انهم سيحاكمون.

وفي تقريرها الاخير الذي نشرته في 11 ايلول/سبتمبر اتهمت اللجنة التي تضم المدعية الدولية السابقة كارلا ديل بونتي النظام السوري بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وكذلك مسلحي المعارضة بارتكاب جرائم حرب.

واتهم اعضاء اللجنة عدة مرات مسؤولين كبار في النظام السوري بارتكاب جرائم لكن بدون تسميتهم كما انهم لم يذكروا ابدا رئيس الدولة بالاسم.

واللجنة التي لم يسمح لها ابداء بدخول سوريا تستند في عملها على اكثر من الفي مقابلة اجرتها منذ تاسيسها مع اشخاص معنيين في سوريا وفي الدول المجاورة. واعدت من جهة اخرى لائحة سرية تم تحديثها عدة مرات باسماء اشخاص يشتبه في انهم ارتكبوا جرائم في سوريا.

ونقلت هذه اللائحة الى مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان.

واليوم الاثنين قالت بيلاي انها ترغب في ان يتم اجراء تحقيق قضائي 'وطني او دولي يحظى بمصداقية' يتيح محاكمة المسؤولين بارتكاب جرائم. واضافت 'في هذا الاطار فقط، وبهدف احترام افتراض البراءة، سيمكن نشر اللائحة'.

Wednesday 27 November 2013

مئتان وثلاث وستون مجزرة

مئتان وثلاث وستون مجزرة 


تعتبر مجزرة دير ياسين لسبب أو آخر، أحد أشهر المجازر التاريخية التي ارتكبها الصهاينة في قرية دير ياسين بحق أهلنا وإخوتنا في فلسطين. وعنها يقول المؤرخ الفلسطيني والباحث في جامعة بير زيت الدكتور صالح عبدالجواد: أنا أجزم اليوم أن عدد شهدائها هو مئة شهيد فقط، وقطعاً لا يتجاوز مئة وخمسة.
فإذا علمنا أن عدد ضحايا مجازر النظام السوري المعروفين والمسجّلين من بداية الثورة السورية وحتى صباح عيد الفطر كان ستاً وعشرين ألفاً وثلاثمئة قتيل. حصة رمضان المبارك منها هي 5662 حسب ماوثّقته صفحة الثورة السورية، أي بمعدل يومي وسطي هو مئة وتسعون قتيلاً لكل يوم رمضاني. وإذا أضفنا إلى هذه المعلومة، كلاماً مهماً قاله الشيخ البوطي في خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان: إني أعتقد أنه ليس في العالم كله بلد تُطبق الإسلام بحقيقته وجوهره وتعاليمه الكريمة وتسامحه كما تطبقها اليوم الدولة السورية بارك الله بقيادتها وشعبها، فإننا نصل إلى نتائج إحصائية مهمة جداً بمؤشراتها للعرب والمسلمين والعالم أجمع.
وباعتبار أن السوريين كانوا في أجواء رمضان شهر الرحمة والتراحم، فقد ميّزه النظام على مابدا بزيادة تطبيق الإسلام انسجاماً مع كلام الشيخ البوطي، فجعله الشهر الأكثر سفكاً للدماء من قبل شبّيحته وعصاباته، كما ميّزه باستخدام طائرات الميغ المقاتلة والقاذفة بأنواعها في قصف المدن والمدنيين والبلدات وساكنيها والمواقع والمقيمين فيها، وبوعدِه لهم بعدم استخدام الأسلحة الكيماوية ضدهم.
وبناءً على ماسبق، فإننا نصل إلى أن الأرقام والمعطيات السابقة تؤكد تأكيداً لاجدال فيه أن النظام المتوحش ارتكب بحق السوريين يومياً مايعادل بشكل تقريبي مجزرتين من مثل مجزرة دير ياسين التاريخية المشهودة. ومع ذلك فإن الضمير العربي والغربي والعالمي لم يتحرك بعشر معشار ماتستحقه منه هذه المأساة الإنسانية، وهذا الهولوكست الذي يواجهه السورييون مع نظامهم الفاشي، إلا ضمير بعض ناسنا المتميّز والحيّ من العروبيين الباردين الذين أقلقهم انشغال السوريين عن فلسطين بست وخمسين مجزرة في شهر رمضان، كل واحدة فيها تعدل مجزرة ديرياسين، ويعزّ فيها أن تجد شهيداً يُدفن فيها مكتمل الجثة بل أشلاء ممزّعة، فضلاً عن عشرات الآلاف شهداء ومعتقلين ومصابين ونازحين ولاجئين من قَبْل الشهر الكريم، فيسألون عن حسن نيةٍ أو سوئها، يريدون الغمز من الثورة وناسها أو لايريدون: هل نسي الثوار السورييون فلسطين، فلا كلام لهم عنها؟
وفي بعض الجواب نكتب: إن السوريين بعمومهم مُستغرَقون بفلسطين ولا داعي للمزايدة عليهم، فهم وطنيون وعروبيون بفطرتهم. وإنما تحملوا ماتحملوا من فظائع ممارسات القمع عليهم والاستبداد والفساد والقهر والتجويع ما لايُحتمل، باعتبار أن ممارسَه مقاوم ممانع، ولاصوت عنده يعلو على صوت المعركة، وكيلا تتوقف المعارك أو يتعطل التحرير. ورغم أن حال السوريين وصلت إلى حالٍ تصعب على الكافر كما يقال، فإن القلقين على فلسطين والمتسائلين عن نسيان السوريين الثائرين لها، لم يُظهروا يوماً امتلاك بقية من رحمة ترحّموا بها بنا، أو لحسةٍ من إنسانية ترأّفوا فيها بضعفنا وحاجتنا ولو بالنصيحة لهذا النظام الباطش من أن يصلح من حاله ولو قليلاً. ولا نشكّ أن لهم أعذارهم وتعذّراتهم بانشغالهم بمعارك التحرير الكبرى عن استحقاقات إنسانية كقضية الحرية وكرامة المواطن ولقمة عيشه التي يواجهها السوري المعتّر والمطحون. إن السوريين وقد انفجر بركان ثورة حريتهم بعد نصف قرن في معركة كبيرة مع هولاكو العصر وشبّيحته، وقتلاهم فيها تجاوز عدد مئتين وثلاث وستين مجزرة من مثل مذبحة دير ياسين فضلاً عن عشرات الآلاف من المصابين والجرحى وأضعافهم من المعتقلين، وأضعاف أضعاف أضعافهم من النازحين واللاجئين، مازالوا على عهدهم لفلسطين ولم ولن ينسوا، وإنما كل مايرجونه بعض وقت مستقطَع يدفنون فيه شهداءهم ويُخرجون فيه من حياتهم إلى الأبد حاكماً، سيسجل التاريخ أن الشام ماعرفت أشد إجراماً منه ومن أبيه.
للسائلين والمتسائلين والعاتبين على انشغال السوريين عن فلسطين..!! اسألوا وتساءلوا ماشئتم، وقولوا ماشئتم وكونوا ماشئتم، فأنتم معذرون إلا أن تكونوا أنصار نظام فاشي قاتل لإخوانكم، أو حلفاء عصابات شبّيحة متوحشة، أو أنصار مافيا جريمة ومجرمين، يكفيها أنها ارتكبت حتى تاريخه مجازر في حق أهلكم وعشيرتكم مايعدل 263 مجزرة من مثل مجزرة بني صهيون، وإلا فلن يرحمكم التاريخ..!

 

براءة القدس من القتلة والمجرمين

براءة القدس من القتلة والمجرمين 

بدرالدين حسن قربي
الحوار المتمدن-العدد: 3828 - 2012 / 8 / 23 - 09:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ليس سرّاً أن الإيرانيين الشيعة بعمومهم يسبّون الخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه ويلعنونه، ويحتفون بقاتله أبي لؤلؤة المجوسي باعتباره بطلاً وشهيداً، بل ويلقبونه بابا شجاع الدين وقد شيدوا له ضريحاً بمثابة نصب تذكاري وضريح رمزي جعلوا منه مزاراً في مدينة قاشان في محافظة أصفهان وهو عندهم من المكرّمين، علماً أن أحد معالم هذه الشخصية التاريخية العظيمة أنه فاتح القدس الشريف سلْماً، الذي تجشم عناء السفر الطويل إليها والشاقّ كأحد شروط تسليم مفاتيحها إليه شخصياً وتجنيبها الحرب، وتوقيع ماعُرف بالعهدة العمرية لأهلها، وهو أمر بكل المقاييس يُحتسب له حتى عند الشانئين والأعداء قبل الأنصار والمحبين والأصدقاء، إلا الحاقدين فلم يشفع له أن يكون فاتح القدس ومحرّرَها..!!
ولكن عقب الثورة الإسلامية الإيرانية 1979 ومجيء الخميني، كان لهم اقتراحهم الذي مضوا عليه سنوياً، بأن يكون يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان يوماً دولياُ لمدينة القدس (بالفارسية: روز جهانی قدس)، فيتم فيه الحشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في الدول العربية والإسلامية وفي أماكن التجمعات الإسلامية والعربية في مختلف أنحاء العالم. وهو أمر حرصت عليه الجمهورية الإيرانية في خطابها حرص العروبيين القوميين بل وأشد ولكن بلَبوسٍ إسلامي، وصل بها مع النظام السوري إلى تشكيل ماعرف بجبهةٍ ميّزت نفسها بمقاومةٍ لكنّها مغمّسةٌ ومغموسة بالقمع والاستبداد، وممانعةٍ ولكن يعجّ فيها النهب والفساد. ومن ثم نشأت لدينا في مظاهر الحياة العامة منظومةٌ، الفساد فيها يتبدّى والاستبداد يتحدّى، استبدلت التفسير المادي الماركسي بالتفسير المقاوم والممانع للتاريخ.
قيام ثورة الحرية والكرامة السورية وانفجار بركان السوريين في وجه القمع والاستبداد والنهب والفساد كشف الغطاء عن النظام السوري، وأكد وحشيته وتوحشه وإجرامه في حق شعبه مما لامثيل له في أنظمةٍ قمعية سبقت، وعهودٍ من التاريخ مضت. كما كشف الدعم اللامحدود له من حليفه وأتباعه الحاقدين على فاتح القدس ومحرّرها، فيما يرتكبه من مذابح ومجازر غايةً في فظاعات التوحش، تؤكد انعدام الضمير والأخلاق والإنسانية لدى دولة دينية قامت على احتجاجات شعبية واجهها الشاه بالقوة، ولكن بالتأكيد لايملك أيٌّ من ملاليها أو آياتها صورةً واحدة لطفل قد قتل أو امرأةٍ اغتصبت أو بيتٍ جرى تدميره.
فإذا اعتبرنا مجزرة دير ياسين التي ارتكبها الصهاينة بحق أهلنا في فلسطين وحدةً قياسية معياريةً للقتل، فإن ماارتكبه النظام الأسدي المقاوم بحق شعبه(العصابات الإرهابية) يعدل إحصائياً حتى تاريخه مئتين وثلاثاً وسبعين مجزرة ولا فخر، لن نجد واحدة فيها بالتأكيد تشبه المجزرة الصهيونية في شكل القتل والدمار وخراب الديار، فمجازر الأسد والعياذ بالله تميّزت بحرق الأحياء وذبحهم، ونهب البيوت وحرقها، واغتصاب النساء وقتل الأطفال، والضرب بالصواريخ والدبابات والطائرات العمودية والمقاتلة القاذفة، وجعلت من دفن السوري جثّة مكتملةً أمراً بالغاً في الترف.
وعليه، فليس غريباً أن تبرأ قدس المحبة والسلام والأقصى المبارك بأذانٍ إلى الناس على لسان شيخه المقاوم الحرّ الممانع رائد صلاح، وبراءةٍ من نظام العار الجزّار إلى النظام المقترِح ليومها العالمي الحاقدِ على فاتحها الفاروق راية الحرية والأحرار:
كل يومٍ هو يومٌ للقدس، ولا نعترف بأيام يحتفل بها هؤلاء القتلة المجرمون. تجتمعون على قتل إخواننا في سوريا وتنافقون بحبكم للقدس..! والله إن القدس بريئة من هذه الاشكال، والله إن القدس بريئة من هذه الاشكال.
 

بعض إجرام النظام الأسدي في أرقام

بعض إجرام النظام الأسدي في أرقام



ابتداءً، فإن حصر إجرام النظام الأسدي وجرائمه على الإنسان والعمران أمر ليس سهلاً، ولكنّا نختار بعض الأرقام علاماتٍ تأخذ بنا إلى فظائع هذه الجرائم، وكبائر هذا التوحش، وعظائم هذا الدمار. فالأرقام حقائق، والحقيقة تأخذ بيد أصحاب البصر والبصيرة، وتُريهم بعين اليقين مافعله تتار العصر ومغوله في سوريا.

بلغ إجمالي عدد شهداء الثورة السورية الموثقين والمسجلين خلال 658 يوماً أي من البداية حتى يوم الاثنين نهاية عام 2012 اثنان وخمسون ألفاً وثلاثمئة (52300) منهم أربعة آلاف طفل، ومثلهم نساء. نصف هذا العدد وهو ست وعشرون ألفاً ومئة وخمسون (26150) منهم ألفا طفل ومثلهم نساء، كان حصيلة سبعة عشر شهراً، أي حتى اليوم 523 للثورة.

أما إذا أردنا توزيع العدد الإجمالي للشهداء إلى ثلاثة فترات اعتماداً على العدد الإجمالي ومعدل القتل، فهو خمسة آلاف وستمئة ( 5600 ) خلال الفترة الأولى التي هي 292 يوم من بداية الثورة حتى نهاية عام 2011، أي بمعدل 19 قتيلاً يومياً، وهو أيضاً عشرون ألفاً وستمئة (20600) خلال الفترة الثانية التي هي 231 يوم من بداية 2012 ولغاية 18 آب، أي بمعدل 90 قتيلاً كل يوم، وهو كذلك ست وعشرون ألفاً ومئة (26100) خلال الفترة الثالثة التي هي المئة والخمسة وثلاثين يوماً الأخيرة من 19 آب ولغاية عام 2012 أي بمعدل 193 قتيل يومياً.

إن أعداد القتلى ومعدلات القتل المذكورة سابقاُ، تشير إلى حجم في إجرام النظام الأسدي لامثيل له، لايوفر طفلاً ولا امرأةً ولا مدنيّاً من ضرب صواريخه ورمي براميل طائراته ومدفعيته وجرائم شبّيحته، وتؤشر إلى أن الجزّار رفع وتيرة القتل إلى خمسة أضعاف في المرحلة الثانية، وإلى عشرة أضعاف في المرحلة الثالثة لقناعته الراسخة والدائمة والمنسجمة مع تركيبته الدموية، أنه بتوحش القتل وفظاعة الإجرام يصل إلى غاياته، وهو منطق الصلف والعجرفة والطغيان الذي أرداه وأوصله موارد الهلاك وإنْ مازال يُعاكس ويُشاكس وقد اقتربت ساعته، ويُراوغ ويواقح وقد دنا يومه، فلكل طاغية أجل، ولكل ظالم نهاية، وإن أجل الله لآت، فويل يومئذ للمجرمين الذين يواجهون نداءات شعبهم للحرية والكرامة بالموت وسفك الدماء.

وأخيراً ومع هذه الأرقام ومافيها من مؤشرات الإجرام، فإنني أستدعي كلاماً مهماً لرأي مخالفٍ هو في النهاية داعم لنظام فاشي سفّاح متوحش، قاله الشيخ البوطي في خطبة الجمعة الأخيرة من رمضان الماضي: إني أعتقد أنه ليس في العالم كله بلد تُطبق الإسلام بحقيقته وجوهره وتعاليمه الكريمة وتسامحه كما تطبقها اليوم الدولة السورية بارك الله بقيادتها وشعبها. وأستدعي كلاماً آخر قاله في خطبة له منذ عشرة أيام يمتدح فيها جيش النظام القاتل بما مفاده: جيشنا القائم ولله الحمد على تنفيذ ما ينبغي أن ينفَّذ، وإننا لنخجل من الله أن نكون جالسين في بيوتنا ننظر إلى جهود هؤلاء الأبطال ونحن جالسون لا نفعل شيئاً. والله ليس بين أفراد هذا الجيش وبين أن يكونوا في رتبة أصحاب رسول الله إلا أن يرعوا حق الله في أنفسهم وأن يقبلوا إلى الله وهم تائبون وهم ملتزمون بأمر الله جهد استطاعتهم لا أقول أكثر. نستدعي كلام الشيخ لنقول: لنقول: إذا كان هذا حال السوريين مع تطبيق الإسلام وتعاليمه، ومع جيش قاتل لهم يقترب كثيراً ليكون في رتبة أصحاب رسول الله، فكيف سيكون حالهم والعياذ بالله مع من لايُطبق الإسلام ولايلتزم بتعاليمه وسماحته وجيشة ليس قريباً من مرتبة الصحب الكرام..!!