Tuesday 7 August 2012

انشقاق بشار الأسد ووصوله إلى الأردن


هاشم الخالدي يكتب: انشقاق بشار الأسد ووصوله إلى الأردن

2012-08-06 13:31:05
الخبر الصاعقة الذي تناقلته المواقع الالكترونية بنهم شديد تمثل في انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب ووصوله منذ الأحد الماضي هو وعشره من أفراد عائلته إلى الأردن.
بكل الأحوال فالخبر هام من الدرجة الأولى ويدلل على قرب سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، إذ ليس من السهل أن تصل الانشقاقات إلى رئيس الوزراء أو رئيس هيئة الأركان دون أن يدرك هؤلاء أن النظام الذي يوالون له سيسقط قريباً.
لن أتحدث طويلاً عن انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب، بل سأدخل في مفاجأة قد تكون صاعقة للجميع، وهي دعوه للرئيس السوري بشار الأسد اعلان انشقاقه عن النظام السوري، فلا عجب إذا ما فوجئنا بخبر لجوء الأسد إلى الأردن مثلاً كما فعل رئيس وزراءه السابق رياض حجاب.
هذه الدعوة هي دعوه سياسية ليست غبية وانما نابعة من فهم للمكون السياسي الطائفي لسوريا التي يحكمها العلويون منذ أن صعد حافظ الأسد وتولى حكم سوريا مطلع السبعينات.
بعد وفاة الأخير وتولي الاسد الابن زمام الامور في سوريا كان يعتقد الجميع ان سوريا بقيادة بشار ستختلف عن سوريا التي كان يحكمها والده بالحديد والنار، لكن الامور لم تتبدل رغم ان بشار الاسد يحمل فكراً ديمقراطياً أشبه بالتفكير الغربي لكن الحرس القديم المحيط به لم يسمح له بالحكم على طريقته وانما الزمه الحكم على الطريقة الطائفية العلوية التي ابادت حماة وحمص في ثمانينيات القرن الماضي تحت عنوان تطهيرها من جماعة الإخوان المسلمين آنذاك.
منذ فتره وانا اتابع الشأن السوري وأقرأ كل شارده ووارده عما حدث منذ بداية تسلم بشار الاسد زمام السلطة رغم ان ذلك لم يكن في حسبانه بحكم ان القياده كانت مجهزة لشقيقه باسل الذي توفي بحادث عرضي وحتى اندلاع الثورة السورية قبل عام ونصف .
والواضح ان الأسد يمتلك شخصيتان متناقضتان تماماً، فهو يظهر أمام الإعلام بربطة العنق الأنيقة ويتحدث كرئيس دولة ديمقراطي مؤيد للحرية في الوقت الذي تقصف دباباته وطائراته الحربية أحياء الخالدية وبابا عمرو وحرستا والزبداني.
والواضح بحسب التحليل السياسي والنفسي لهذه الشخصية المتناقضة أن الرجل يحكم سوريا وفوهة السلاح على رأسه ، أي أنه واجهه بالإسم للحرس القديم الذي يحكم سوريا أرضاً وجواً وأن الأسد هو شخص مسير لا أكثر .
في هذا المجال يمكن اضافة معلومة هامة وهي أن عائلة بشار الأسد انقسمت على نفسها منذ اندلاع الثورة السورية بين مؤيد للعنف في قمع المظاهرات وبين رافض لاستخدام العنف، فقد انحازت والده الرئيس السوري أنيسه مخلوف وشقيقه الاصغر ماهر وكذلك زوج شقيقته بشرى العميد المقتول آصف شوكت الى خيار العنف فيما اتجه بشار الاسد وزوجته اسماء الاخرس الى خيار نبذ العنف وكان من نتيجة هذه الانقسامات أن غلب تصويت العنف الذي تؤيده غالبية القادة العلويه فتم تجميد الرئيس الاسد وابقاء فوهة المسدس على رأسه مقابل حكم الدم.
بالتأكيد فإن هذا الامر وان كان حقيقياً كما أعتقد فإنه لا يعفي الرئيس السوري بشار الاسد من المسؤولية القانونية من ارتكاب الجرائم التي افتعلتها قواته في معظم المحافظات السورية، وسيأتي اليوم الذي يحاسب فيه على ما اقترفت قواته، لكن الاهم أن ندرك بأن ما يجري أيضاً في سوريا ليست مجرد ثورة شعبية على النظام ، وانما الحقيقة أن ما يجري هو صراع بين رأسي العالم أمريكا وروسيا ، إذ أن الاخيرة أدركت أن دعمها للنظام السوري واستخدامها الفيتو داخل مجلس الامن بدء يعيدها الى الساحة السياسية كقوة عظمى بعد أن كانت تلاشت تلك الهيبة عقب انهيار الاتحاد السوفيتي ، بينما ترى امريكا في دعم المعارضة السورية من اجل اسقاط الاسد بانها اباده لهيبة روسيا ومنعها من العوده لساحة الحكم العالمي اضافة الى ان سقوط الاسد بالنسبه لامريكا يعني ايضا فرض سيطرتها على الشرق الاوسط ودول الممانعة التي كانت تتزعمها سوريا وايران .
هذا هو المشهد الذي تجري احداثه في سوريا وليس كما يعتقد البعض ان ما يجري لا يخرج عن اطار الحدود السورية ،بل ان ما يحدث له امتدادات دولية عميقة يفترض على الرئيس السوري ان يكون اكثر حنكة في التعامل مع نظامه المتهاوي وان يفكر جدياً بالتنحي اوالانشقاق .
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
hashem7002@yahoo.com

No comments:

Post a Comment