Wednesday 22 August 2012

نحو طرد سفير الأسد من عمان .. بل باسمنا

نحو طرد سفير الأسد من عمان .. بل باسمنا
محمد حسن التل
بواسطة صراحة الاردنية بتاريخ 22 أغسطس, 2012 في 11:07 صباح | مصنفة في صريحون | لا تعليقات
رغم كلّ ما يحدث على أرض سوريا منذ عام ونصف، من جرائم وقتل وحرق وتدمير، وتشريد وذبح واستهتار بكل معاني الحياة، لايزال هناك بيننا من يسمح لضميره وعقله، أن يبرر الجرائم التي ترتكب بحق سورية، شعباً وأرضاً من قبل النظام هناك.
ربما كان البعض في بداية الثورة السورية يعطي عذراً لهؤلاء، إذ ربما لم تكن الصورة لديهم بهذا الشكل الواضح، من بشاعة العدوان والهمجية ضد شعب أعزل، ذنبه أنه خرج ليطالب بالحرية والانعتاق، من ظلم استمر نصف قرن قهراً وذلاً، هؤلاء الذين لايزالون بين ظهرانينا ويقفون مع النظام السوري، قلنا ذات مرة أنهم ينقسمون إلى فئتين: الأولى وهي قليلة ومحصورة، ويرتكز موقفها مع النظام السوري إلى قاعدة فكرية، على اعتبار أن هذا النظام امتداد لفكرة البعث، وهم يرون أن سقوط النظام في دمشق يعني سقوط فكرة البعث، والفئة الثانية وهي الأكبر والأوسع، والتي ترتبط بمصالح مع النظام السوري، حتى لا نقول ترتبط وظيفياً معه، هؤلاء هم الذين يملؤون سماءنا جعجعة ، وهم الذين يدافعون عن جرائم النظام السوري بكل صفاقة، حتى وصل بهم الأمر إلى اتهام أبناء سوريا، الذين خرجوا عن بكرة أبيهم بمواجهة القتل والدمار والذل، بأنهم خونة وعملاء للصهاينة، وهم يتآمرون لإسقاط ما يسمونه نظام المقاومة والممانعة في دمشق!!.
هل كان الطفل بلال اللبابيدي، الذي لحقه رصاص الموت إلى الحدود الأردنية، يحمل مؤامرة لإسقاط نظام سوريا؟؟!! هل النساء اللواتي يخرجنَ من بيوتهنَّ هائمات على وجوههنّ، هنّ وأطفالهنّ في الصحراء للبحث عن ملاذ آمن، على الأرض الأردنية خلف الحدود، يحملنَ في صدورهنّ صواريخ ومؤامرات على النظام في دمشق؟! لقد وصل الأمر بهؤلاء بمطالبة الأردن بإغلاق حدوده، بوجه الأشقاء السوريين القادمين إلينا فراراً من الموت، الذي أطلق النظام في دمشق عقاله على أرض الشام بكل وحشيّة وهمجيّة، ويُنصّب هؤلاء من أنفسهم أوصياء على شرف الأمة، حسب مقاييسهم ومصالحهم الصغيرة، ويوزّعون التُّهم جزافاً في كل الاتجاهات، ويدّعون أنّ البديل في سوريا عن نظام الأسد دماء وتقسيم، وكأنهم يقصدون«كمن فر من تحت المطر إلى المزراب»، يعني إما القبول بنظام الديكتاتور، أو الادعاء بأن سوريا ستُقسَّم ما بعد الأسد وستغرق في الفوضى، ولكن هؤلاء نسوا أو تناسوا عظمة الشعب السوري، ووحدته الأبدية التي يحاول الآن النظام اختراقها، ولكن دون جدوى.
لقد كانت آخر تجاوزات هؤلاء إصدارهم بياناً ركيكاً، هاجموا من خلاله الأردن لموقفه من اللاجئين السوريين، واتهموه بأنه جزء مما يسمونه مؤامرة كونية على النظام في دمشق، وطالبوا أصحاب الضمائر بالتدخل لردع الأردن الرسمي عن مواقفه!!!!
هنا أتوقف عند مفهوم (الضمير)، الذي تحدث عنه أصحاب البيان الذي كان عنوانه (ليس باسمنا)…. عن أي ضمير تتحدثون؟! أين ضمائركم تجاه أطفال سوريا، الذين يذبحون بدم بارد، ونسائها وشيوخها وزهرة شبابها، وأرض سوريا التي تحترق منذ عام ونصف، كيف صوّغت لكم ضمائركم تبرير هذه الجرائم، حتى تكونوا بهذه الفجاجة في الدفاع عن جريمة سيتحدث عنها التاريخ طويلاً، واصفاً للأجيال همجية القتل والذبح في سوريا، من قبل نظام كان أول واجباته حمايتهم، وصون كرامتهم وحفظ دمائهم…
إنّ الأمة كلها ومعها أحرار العالم، مطالبة اليوم بالوقوف إلى جانب الشعب السوري المنكوب، والذي كانت نكبته للأسف على يد نظامه، وإنقاذه من بحر الدم الذي أُغرق به ظلماً وبهتاناً، أمام نظر العالم وسمعه. علينا منذ الآن إسكات كل صاحب صوت نشاز لا ضمير لصاحبه، يدافع ويبرر الجرائم التي ترتكب على أرض سوريا، من درعا إلى حلب، ونتوجه إلى أصحاب البيان الأخير الذي جاء تحت عنوان (ليس باسمنا)، لنقول لهم: بل باسمنا، وكل ما يقدم للشعب السوري الشقيق، من مساعدة وإسناد من قبل الأردن، هو باسم الشعب الأردني قاطبة، من الطرة إلى الدرة، كفاكم مكابرة فارغة، أزيلوا الغشاوة عن عيونكم، وحرّروا ضمائركم وأنفسكم ومواقفكم، من الأدوار الوظيفية المرتبطة بالنظام في دمشق.
وإننا اليوم نطالب الحكومة بطرد سفير نظام الأسد من عمان، وإغلاق سفارته، لكسره القواعد البروتوكولية، ورفضه تسلم مذكرة الاحتجاج الأردنية من قبل وزارة الخارجية، بعد سقوط القذائف من خلف الحدود على قرية الطرة، وجرح عدد من الأطفال، وترويع السكان هناك، كما نطالب بسحب سفيرنا من دمشق حتى تتحرر، وعلينا تجاوز فكرة مصلحة الأردن بوجود سفير له في دمشق في هذه الظروف.
لقد أثبت النظام هناك أنه لا يراعي مصلحة أحد حتى شعبه، علينا أن نكون أكثر تشدداً إزاء هذا النظام الذي طغت على تصرفاته العنجهية، التي أودت بسوريا إلى المهالك، ولايزال يدير الأمور بطريقة لا تخدم مصلحة أحد فيما يحدث على أرض سوريا.
سوريا وشعبها اليوم على طريق الحرية، وإن كان هذا الطريق يعبّد بالشهداء والتضحيات، لكنه في النهاية سيصل بسالكيه إلى الهدف المنشود، وسيعيد الشام إلى أهلها وإلى أمّتها، وسينكسر القيد عن معاصم الأحرار، وستصدع مآذن جوامع الشام بتكبيرات الحرية، وستقرع كنائسها بمعزوفة النصر، مهما اشتدت المحنة؛ فالله تعالى يقف دائماً إلى جانب الحق لأنه الحق، وينصر طلابه.
إنني اليوم أعيد السؤال ذاته من جديد، ترى هل بات هناك أي فرق، بين ما يعانيه الفلسطينيون من اليهود، وبين ما يعانيه السوريون من نظام الأسد؟! أم أن الأمر تجاوز ما يفعله النظام في دمشق على أرض سوريا، ما تفعله الصهيونية على أرض فلسطين؟! سؤال برسم الإجابة لدى أصحاب (الضمائر الحيّة) الذين يدافعون عن الجرائم في الشّام؟!!. ( الدستور )

No comments:

Post a Comment