Wednesday 8 August 2012

نازحو سوريا في بصيرا..بين العوز والاطمئنان



نازحو سوريا في بصيرا..بين العوز والاطمئنان
08/08/2012
الجنوب نيوز ـ خاص – سامي السعودي- قبيل أذان المغرب بساعة واحدة فقط ينهي محمد عمله في مغسلة للمركبات بعيدة عن بيته الخالي من الفراش والطعام ليتوجه بكل هدوء وتفكير إلى أقرب محال تجاري ليشتري طعام الإفطار إلى زوجته وابنته الوحيدة التي لن تتجاوز أربعة أشهر بعد.
لم يكن يعلم محمد يومها انه لا يملك في محفظته البالية سوى نصف دينار, ما أجبره أن يتقاسمها مع ضرورة توفير الطعام لأهل بيته المتلهفين لعودته ويجلب قليلا من البطاطا والخيار لتكون هي تلك وجبة الفطور يومها البطاطا المقلية مع شرائح الخيار.
عندما زارت الجنوب نيوز بيت أسرة محمد السوري- كما يلقبه أبناء لواء بصيرا- لم تجد حينئذ سوى \”الباطون\” الخالي من الفراش أو الأثاث أو مستلزمات الحياة الأساسية وكانت أصوات بكاء ابنته من قلة الطعام هي العنصر الحيوي الوحيد في البيت.
من هنا تبدأ قصة عائلة محمد السوري في ظل بعدها عن الوطن والحنين إليه في كل طلقة مدفع تطلق على أرضه, ورواية أقرب إلى أن تكون مسلسلا تراجيديا بطله تلك العائلة ويشارك في أحداثه أبناء لواء بصيرا الطيبين-حسب محمد-.
يقول محمد\”لقد حضرت إلى لواء بصيرا قبل أشهر قليلة لأني سمعت عن أهلها الطيب والكرم, إضافة إلى الآمان الذي يعتبر من مسلمات الأردن الشقيق, وأنني لم أتلمس منذ ذلك الوقت إلا احترام للإنسانية وتقديرا لظروفي وأسرتي المادية والنفسية والاجتماعية\”.
ويضيف \”بدأت بالبحث عن عمل لأستطيع أن أطعم زوجتي وابنتي وأكمل مسيرة حياتي بكرامة بيد أنني لم أجد في البداية إلى أن شاركني أبناء لواء بصيرا معاناتي وقاموا بتوفير فرصة عمل في إحدى مغاسل المركبات وأنها ساهمت في تقليص مدى معاناتي المادية والنفسية\”.
وأشارت الزوجة أن ما يعيشه الأردن من أمن وهدوء وتفاهم يعتبر هبة من الله وأنها شعرت فور وصولها إلى الأردن بقيمة هذه النعمة مؤكدة أنها أصبحت تحاكي واقعا جديدا في حياتها يتمثل في الهدوء والطمأنينة والتطور.
وأكدت على أن الفقر لم يكن يوما عائقا للتطور والتميز بيد أن حضوره في بيت تتواجد فيه طفلة بحاجة إلى \”حليب\” و\”فوط\” يوميا يجعل منه مؤذيا إلى حد كبير يصعب عليها في بعض الأحيان استيعابه. وبخصوص الأوضاع الاقتصادية فإنها تشارك \”الرأي\”بمعاناتها التي تمتد يوميا خلال شهر رمضان حتى تصل إلى عدم تناولهم وجبة السحور بسبب عدم توفرها نهائيا في البيت إضافة إلى غياب الطعام بين فترتي الإفطار والسحور بشكل كامل.
وعند سؤالنا عن السبب وراء بكاء الطفلة بشكل متواصل فإن دموع الأم أجابت بأن ابنتها لم تتناول \”الحليب\” الخاص بها طوال ذلك اليوم لأنه سعره لا يستطيع الأب توفيره يوميا ويتم تعويضه في بعض الأحيان بالطعام المطحون لكنه لا يكون متواجد أحيانا.
دون فراش للنوم, وغياب كامل لمستلزمات الحياة الضرورية ممزوج بالهدوء والأمن والاستقرار هو حال عائلة محمد السوري في ظل تأمل لمستقبل مشرق يحمل في طياته العودة إلى الوطن.

No comments:

Post a Comment