Friday 3 February 2012

صبحي الطفيلي : النظام السوري آيل نحو السقوط


حذر الأمين العام السابق ل "حزب الله" صبحي الطفيلي من إمكانية إقدام قيادات في الحزب على التحالف مع اسرائيل لمواجهة "التدفق السني" المقبل من سورية, التي جزم بحتمية سقوط نظامها, منبهاً من انزلاقها سريعاً نحو حرب أهلية - طائفية.
وفي مقابلة متلفزة بثتها قناة "ام تي في" ليل أول من أمس, شن الطفيلي هجوماً عنيفاً على النظام الإيراني متهماً إياه باستخدام الشيعة في المنطقة كوقود لمشروعه الذي يهدف إلى إقامة امبراطورية فارسية.
وحذر من فتنة سنية - شيعية تلتهم الأخضر واليابس, قائلاً: ان "استخدام "حزب الله" السلاح في الداخل في 7 مايو 2008, هو عمل فتنة سنية شيعية وسندفع اليوم ثمنه لأن الطوفان آت من سورية, والحرب في سورية تتسع لتصبح حربًا أهلية ينحدر إليها الشعب السوري, ولبنان سيتأثر بها كثيراً وعلينا أن نفكر في الموضوع مليا".
وأضاف "يجب إعادة النظر في بعض المواضيع لنمنع لبنان من أن يحترق أكثر من سورية, فحدودنا مفتوحة مع سورية والسلاح والرجال سيتدفقان إلى لبنان, وسلاح "حزب الله" لن يستطيع الوقوف في وجه السلاح وملايين الرجال القادمين من سورية".
وأشار الطفيلي إلى أن "هناك أشخاصًا قريبين من قيادات "حزب الله" تقول إنها قد تتوجه إلى التحالف مع اسرائيل لمواجهة هذا التدفق من سورية", مشدداً على ضرورة توحيد الصفوف بين اللبنانيين ولملمة الأمور "فالنار الملتهبة في سورية ستصل إلينا وستحرق الجميع".
وإذ رأى أنه "لا يوجد في الدول العربية نظام ممانع لاسرائيل وكل الأنظمة طيعة", شدد الطفيلي على وجوب "إيجاد حل في سورية وكل الدول عبر إعطاء الحق للشعوب". مؤكداً أن "على النظام السوري أن يعالج المشكلة بالتنازل للشعب وبناء دولة حقيقية واقامة نظام برلماني ديمقراطي حقيقي".
وأضاف محذرًا: ان "سورية ذاهبة الى حرب اهلية وبعدها رماد, فوضع سورية يختلف عن باقي الدول التي شهدت ثورات لأن هناك طائفة (العلوية) ما تشعر بأنها مستهدفة وستستعمل كل الوسائل للدفاع عن نفسها".
وجزم بأن "النتيجة واضحة في سورية وهي أن النظام سيسقط والدماء ستسقط وستكون لهذه المعركة آثار كبيرة, وستصل الأمور إلى أسوأ مما وصلت اليه في ليبيا".
ولجهة الموقف الروسي, قال الطفيلي ان "الموقف الروسي يشكل داهية بلاء ولا ينفع النظام السوري, وروسيا ستخذل النظام السوري في أي لحظة فهي على أبواب انتخابات وعلى سورية التنبه", مضيفاً "كان على ايران و"حزب الله" ألا يدعما النظام السوري على حساب الآخرين".
وأكد أن "مشروع إيران هو اقامة امبراطورية فارسية والشيعة هم وقود فقط لها", مؤكداً ان نظام طهران "يتحمل مسؤولية الاحداث في لبنان وسيلحق الضرر بالمسلمين بدل ان يجمعهم".
واعتبر أن "ما يجري في طهران هو أسوأ انواع الديكتاتوريات فتكيم الأفواه مخالف لشرع الله", واصفًا مبدأ ولاية الفقيه بال¯"بدعة".
ورأى الطفيلي أن "ثمة أكثر من شخصنة في "حزب الله", وهناك تبعية عمياء", داعياً الحزب إلى إيجاد مخرج للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
وفي هذا الاطار, اقترح على الحزب تسليم المتهمين الأربعة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري, سواء كانوا مذنبين أم لا, أو إبعادهم وطردهم من صفوفه, بهدف درء الفتنة السنية - الشيعية.
وأضاف ان "المحكمة مسيسة وتخدم أغراض الدول الكبرى ولكن يجب التنبه إلى الفتنة الداخلية".
ولجهة مسألة طرده من "حزب الله", قال الطفيلي: "أنا "حزب الله" وأدافع عن شبابه وأنا أبو المقاومة وأدافع عن سلاحها, وحين انتقد قيادته أدافع عن مسيرته الأساسية والصحيحة", مضيفاً ان "ما أوصلتنا اليه ايران هو خطر على المقاومة وشبابها وعلى اللبنانيين".
وأكد أن "الكثير من قياديي "حزب الله" يعلمون أن هناك جريمة ترتكب بحق المقاومة والمسلمين والفلسطينيين, ويخافون على مواقعهم وبعضهم يهمه رضا السلطان الإيراني", مشيرًا إلى أن "الصوت الذي ارتفع ضد الايرانيين في الماضي كان صوتي, ولو كنت مثلما من يحمل المبخرة لكنت ما زلت في مكاني (أمينًا عامًا لحزب الله), فقد طلبوا مني الكثير من مواقف في ايران ولكنني لم اتخذها".
وطالب الحزب بالعودة إلى المبادئ التي تأسس عليها وأهمها المقاومة والإصلاح الداخلي, مشدداً على أن باب المقاومة أغلق في تفاهم ابريل 1996 وهو أسوأ من تفاهم وادي عربة و"كامب دايفد" (للسلام مع الفلسطينيين), فقد أسقطنا المقاومة وألغيناها بهذا الاتفاق وحولنا اهدافها الى الداخل".
وأضاف ان "المقاوم لا يوقع للاسرائيلي ويعطيه ما يريد, فأي سياسة تطيح الستراتيجيات هي لعب ونفاق, وسلاح المقاومة ذهب الى مكان آخر ونحن اليوم وقعنا في فتنة سنية شيعية".

No comments:

Post a Comment