Thursday 2 February 2012

دمشق : “حماة” تاريخ يتجدد .. وظلام يتبدد (1982 – 2012)

2012/02/02
حماه - الجزار بشار و حافظ
شيماء البوطي اتحاد شباب سورية من أجل الحرية
كنسر شامخ لا تؤثر فيه جراح تنزف .. تتألق حماه و تحلق من جديد تطوي صفحة الماضي سريعا ، تتجاوز الألم و المرارة تتخطى لوبان أم ثكلت أربعين ألفا من أبنائها على يد مجرم سفاح الأسوء من إجرامه : هو صمت العالم .
• العالم الغربي الذي يتغنى بالحرية و الديمقراطية والذي يدعي الأسد ممانعته سكت .
• المعسكر الشرقي الذي زعم طويلا أنه في صف الضعفاء و الكادحين سكت .
• المسلمون الذين كانوا مشتتين ينتظرون حضور مخلص من عالم الأحلام ويتواكلون فيسعى كل منهم وراء هم فردي ناسيا هموم الأمة .. أيضا سكتوا..
• كلهم سكتوا…
لقد سكتوا أول مرة متجرعين الخوف ممن لا يخاف الله ولا يراعي أية حرمة .
وسكتوا ثانية عندما اقتسم السفاح الأب سورية مع أخيه رفعت فاشتراه بأموال خزائن الدولة وآثارها وذهبها ليخرجه من البلاد ويستبد بالسلطة وحده .
وسكتوا ثالثة عندما استحدث ما لم يسبقه إليه أحد فورث ابنه ما ليس له بملك ، وكما استولى على السلطة عام1970بالانقلاب والعمالة وخيانة الأصدقاء ورث بشار الحكم الجمهوري عام2000 باللاشرعية وإسكات أصوات الحق وخيانة سوريا بأسرها وربما كانت هذه الولاية من باب التركة !!
حماة المدينة الصامدة التي تفترش مرتفعاً من الأرض فيمر العاصي تحت قدميها وتنضح النواعير ماءها العذب على وجهها القديم الجديد المضاء بالحسن الأبدي.. كم وكم عانت من أطماع الطامعين وكم تحدت كبار الطغاة لقد دفعت ثمن شموخها مرارا ، فذاقت الويلات من القرامطة والمجرمين والتتار وآل الأسد من أياديهم الظالمة التي عاثت في الأرض فسادا فدمرت وأحرقت وقتلت من نسائها وأطفالها ..
لكن حماة مثلما طردت التتار في العصور الوسطى إلى رؤس الجبال .. كذلك تحت قدميها سيخر جبروت آل الأسد ..
تاريخ أسود بدأه حافظ ورفعت .. يحاول بشار وماهر بما أوتوا من قوة عسكرية و شبيحة لإعادة تاريخ مثله أو أسوأ منه .
الحجارة التي صمتت عام 1982 م و ابتلعت ألمها و غصت بدماء أبنائها التي سرت في عروق الارض .. أنبتت من بعدهم قرنا آخر ، قرنا يعلمنا الصمود .. يعلمنا الشموخ .. نستمد منه العزة و الحمية والاباء وها نحن الآن عام 2012 بعد ثلاثين عاما مضت والليل يلف جراح الوطن حتى تأسن لدى بعض ابنائه فورثوا الخوف و الخضوع من بطش النظام هذا المجرم .
لكن لدى البعض الاخر تدفق ذلك الجرح بالدم الطاهر الذي سال من جديد وطبخ في العروق فثارت في عروقه النخوة العربية من جديد .
لم تنتظر حماه أحدا ليأخذ بثأره … نهضت من نومها وكبرت وصرخت وفي ساحة العاصي وجمعت أكبر تظاهرة شعبية في سماء صدحت أصوات التكبير وأغنيات القاشوش .
وكان بوسعها أن تصمت هي أيضا … أن تنتظر اعتذارا من شقائقها المدن السورية لئلا تدفع هي الثمن من جديد ، لئلا تكون فدائية الصف الأول في مواجهة بطش آل الأسد وآلتهم القمعية ، لئلا يذوق الأبناء ما ذاقه الآباء ، لكنها تكلمت وصرخت بذلك النداء الخالد : حرية حرية ..
إن خذلان العالم لنا ولحماة بالذات لن يطول … بأيدينا سنكتب ملحمة الغد الآتي … ملحمة النصر والعزة .. نعم سنكتبها بلغة يفهمها السفاح الابن .. سنكتبها بلغة الثورة وبها سنحاوره … ها قد أتى الجيش الحر أخيراً .
حماة من هنا بدأت رحلة الخوف من آل الأسد … وهنا ستموت .
قريبا وعلى ضفاف العاصي ستنشد النواعير لحن الانتصار … وتختفي مع اليل الهادئ موسيقا الحزن التي صنعها من لا يعرف للجمال معنىً ولا حسا .
وفي سماء حماة التي علمتنا العزة والصمود ستطل علينا شمس الغد القادم …

No comments:

Post a Comment