Thursday 2 February 2012

برئيل : نصف مساحة الدولة لا يسيطر عليه الاسد

2012/02/03
المحافظات السورية
هارتس
‘لسنا اصدقاء ولسنا حلفاء للرئيس الاسد. ولم نقل قط ان بقاء الرئيس على كرسيه شرط لحل الازمة في سوريا. قلنا دائما ان الحل يجب ان يكون سوريا’، هذا ما قاله أمس (الثلاثاء) وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف في مؤتمر صحافي عقده في استراليا في الوقت الذي دار فيه في الامم المتحدة نقاش لاقتراح القرار الذي قدمته الجامعة العربية.
هذه اول مرة تشير فيها جهة روسية رفيعة المستوى الى احتمال ان تتخلى روسيا عن الاسد. لكن روسيا الى جانب هذا القول تصر على ان يقول كل قرار بصراحة انه لن يكون تدخل اجنبي في سوريا وان كل صيغة لا تشمل هذا القول الصريح ستلقى الفيتو الروسي.
ان الضغوط في الامم المتحدة على روسيا ولا سيما من قبل الولايات المتحدة يمكن اذا ان تثمر قرارا يطلب اجراء حوار بين المعارضة والنظام ونقل صلاحيات الرئيس السوري الى نائب بشار الاسد، وان يمتنع عن الايماء الى خطوات عملية اخرى كعقوبات اقتصادية أو تدخل عسكري اجنبي. لكن هذه المصالحة ايضا لا تقبلها المعارضة السورية التي تعارض أي حوار مع النظام ما بقي الاسد في منصبه. وقال في هذا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان ‘الهدف هو التوصل الى حل سياسي لا عسكري. ولا يجوز للمعارضة ان تقع في وهم يقول ان نقل القضية السورية الى الامم المتحدة هو عصا سحرية قد تحل المشكلات جميعا’.
الى جانب الضغط السياسي على سوريا الذي لا يؤتي ثماره في الميدان حتى الآن حينما قتل اليوم 43 شخصا، أعلن قائد جيش سوريا الحر، العقيد رياض الأسعد، ان نصف مساحة سوريا لم يعد يخضع لسيطرة الجيش السوري. وفي الوقت نفسه امتنع جيش المنشقين الذي يزيد عدده على 25 ألف مقاتل ومنضم من المدنيين، عن السيطرة على مواقع اخرى خشية ان يستعمل الجيش السوري قوات أكبر ويستعمل سلاحا أثقل ويزيد بذلك عدد القتلى زيادة كبيرة. ويبدو ان هذا هو السبب الذي يجعل الجيش السوري الحر يقرر الانسحاب من ضواحي دمشق بعد الهجوم العسكري الثقيل الذي اشتمل على اطلاق قذائف الدبابات وقذائف الرجم على قوات المعارضين.
جاء عن جهات من المعارضة ان الاسد استقر رأيه على تقسيم صلاحيات القادة الكبار في الجيش حينما أُخذت لأول مرة من رئيس هيئة الاركان داود راجحة صلاحيات علاج الازمة وحده. فقد انتقل جزء من هذا الى وزير الدفاع السابق حسن تركماني الذي سيكون مسؤولا عن العمليات العسكرية واللواء جميل الحسن الذي سيكون مسؤولا عن قمع واعتقال النشطاء الذين ينظمون مظاهرات واعمال احتجاج في الشوارع، أما رامي مخلوف وهاني مخلوف قريبا الاسد فسيكونان مسؤولين عن الجهاز اللوجستي وبخاصة تمويل المعركة مع المعارضة. وأُلقي على ماهر الاسد، شقيق الرئيس، وآصف شوكت، صهر الرئيس، فيما أُلقي عليهما فرض حصار على عائلات القيادة السياسية السورية لمنع احتمال انشقاق.
اذا كانت هذه التقارير صحيحة فانها تشهد على الضغط الثقيل الذي يتعرض له الاسد وعلى مخاوف تبلغ حد الهستيريا في مواجهة ما يحدث في سوريا. وفي الوقت نفسه وبرغم العدد الذي أخذ يزداد من المنشقين ما يزال يتم الحفاظ على ولاء القيادة العليا للرئيس في حين تنشب بين جيش المنشقين اختلافات مصدرها صراعات على القيادة. يبدو ان فريقا من الضباط الكبار الذين انشقوا في المدة الاخيرة ينوون انشاء قيادة خاصة بهم لجيش المنشقين وليس واضحا هل ينضم قائد جيش سوريا الحر اليهم أم يدير ‘جيشه’ على حدة.

No comments:

Post a Comment