Saturday 4 February 2012

“الخليجي” تعيد تقييم علاقاتها مع روسيا على الأصعدة كافة لـ”غدرها” بالعرب وتراجعها عن تأييد مبادرتهم بشأن سورية

2012/02/04
عذرا حماة
عواصم - وكالات:
كشفت مصادر خليجية, أمس, أن دول مجلس التعاون الخليجي بصدد “مراجعة علاقاتها مع روسيا على الأصعدة كافة”, بسبب ما أسمته “المراوغة” و”الغدر” من موسكو, على خلفية معارضتها المبادرة العربية لحل الأزمة السورية, على الطريقة اليمنية, رغم أنها وافقت عليها وشاركت في “طبخها” قبل تبنيها من قبل الجامعة العربية.
ونقلت جريدة “ايلاف” الالكترونية, أمس, عن المصادر الخليجية استغرابها أن موسكو أيدت المبادرة العربية ووافقت عليها, ثم نكثت بوعدها واتخذت موقفاً متشدداً و”مشيناً” في مجلس الأمن, وهو ما اعتبرته دول مجلس التعاون مثار أسف واستغراب.
واعتبرت المصادر أن التضارب في موقف موسكو يؤكد أنها لا تريد حلاً, فضلاً عن إغراءات إيرانية تمثلت في صفقات سلاح مقابل ثمن موقفها المساند لنظام الأسد.
واضافت: “لقد اتخذت موسكو موقفا مخادعاً, فضلا عن أنها وضعت دماء السوريين, سلعة تباع وتشترى, في بازار الاسلحة ومشترياتها”.
وتعليقاً على معلومات من مسؤولين إماراتيين تفيد أن سورية وإيران سحبتا أرصدتهما كافة من بنوك الامارات, وأودعتاها لدى روسيا والصين, قال مصدر خليجي: “هذه المعلومات تذكرنا بما فعله صدام حسين, حين أرسل طائراته المدنية إلى إيران, ولا تزال الطائرات لدى إيران, رافضة تسليمها”.
وكشف المصدر أن دول مجلس التعاون “بصدد مراجعة وتقييم علاقاتها مع روسيا على الأصعد كافة”, إثر موقفها من الأزمة السورية.
وفي موسكو, أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف, مساء أمس, ان بلاده لا يمكنها ان تدعم مشروع القرار الجديد في مجلس الأمن بشأن سورية “في صيغته الحالية”, رغم كل التنازلات التي قدمتها الدول العربية والغربية.
وقال غاتيلوف “تلقينا (مشروع القرار الجديد), لقد تم أخذ بعض تحفظاتنا في الاعتبار لكن هذا الأمر لا يكفي لندعمه في صيغته الحالية”, مستبعداً حصول تصويت في الأيام المقبلة.
ويؤكد مشروع القرار الجديد, الذي تم التوصل إليه بعد مشاورات طويلة في مجلس الأمن ليل أول من أمس, دعم المجلس لقرارات الجامعة العربية من دون ان يتضمن دعوة واضحة لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد, أو أن يأتي على ذكر حظر على الأسلحة او عقوبات.
وبحسب النص, فإن مجلس الأمن “يدعم بشكل تام قرار الجامعة العربية الصادر في 22 يناير 2012, والقاضي بتسهيل عملية انتقال سياسي يقودها السوريون بأنفسهم وتؤدي الى نظام سياسي ديمقراطي وتعددي”.
لكن النص لا يشير الى تفاصيل عملية انتقال السلطة وخصوصاً نقل سلطات الأسد الى نائبه, وذلك بطلب من موسكو التي رفضت ان يستبق المجلس نتيجة الأزمة, ويطلب مسبقاً من الرئيس التخلي عن السلطة, كما أضيفت عبارة “يقودها السوريون بأنفسهم” لإرضاء الروس.
كما تضمن النص تنازلات أخرى لموسكو, فلم يذكر اي اشارة الى العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية على سورية في نوفمبر الماضي, ولا الى المخاوف التي وردت حيال بيع اسلحة روسية لسورية.
ويدعو المجلس في مشروع القرار الى “تسوية الازمة السياسية الحالية في سورية بطريقة سلمية”, لمنع اي مقارنة مع ليبيا.
وكما في الصيغ السابقة, فإن النص الجديد “يندد بأي عمل عنف أياً كان مصدره, ويطالب جميع الاطراف في سورية بما فيها المجموعات المسلحة (معارضة) بأن توقف فوراً أي عنف أو أعمال انتقامية”.
كما “يندد بالانتهاكات المتواصلة والفاضحة والواسعة النطاق لحقوق الانسان” من قبل السلطات السورية ويطلب ان “تضع الحكومة السورية حداً فورياً” لها, وان توقف “هجماتها على الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير”.
وكان ديبلوماسيون رجحوا إمكانية التوصيت على مشروع القرار في مجلس الأمن خلال الأيام القلية المقبلة, وربما الاثنين المقبل, إلا أن الموقف الروسي الجديد يبدو أنه أعاد الأمور إلى المربع الأول, خاصة وأن الدول العربية ترفض تقديم تنازلات إضافية, ولن تقبل بالحصول على قرار ضعيف من مجلس الأمن.
واشار الديبلوماسيون إلى امكانية اجراء محادثات بين الغربيين والروس بشأن الوضع في سورية خلال مؤتمر الأمن الذي يعقد في ميونيخ خلال اليومين المقبلين.
وفي هذا السياق, ذكر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية, طالباً عدم كشف هويته, أمس, ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستجري اتصالاً هاتفياً بنظيرها الروسي سيرغي لافروف.
وقال المسؤول, تعليقاً على صيغة مشروع القرار, “من وجهة نظرنا, فإن ذلك يحقق هدف دعم مطالب الشعب السوري والجامعة العربية, ويوفر طريقا سياسية سلمية بقيادة السوريين”, مضيفاً ان “هذا النوع من القرارات يجب ان يحظى بتأييد المجلس بأكمله, والوزيرة والسفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس تجريان اتصالات هاتفية للحصول على تصويت قوي خلال الساعات والايام المقبلة”.

No comments:

Post a Comment