Saturday 11 February 2012

بغداد تتحدث عن توجه جهاديين إلى سورية ، والمجلس الوطني يتوقع اعترافا عربيا غدا، وانتشار أمني مكثف في حلب المنتفضة

2012/02/11
توتر في حلب
سوريون نت ووكالات
لا يزال التوتر شديدا في مدينة حلب السورية غداة وقوع انفجارين عنيفين فيها، فكثفت القوات السورية تعزيزاتها في احيائها التي بدأت تشهد تظاهرات مناهضة للنظام، كما تابعت عملياتها في مدن اخرى وخصوصا في حمص، معقل الحركة الاحتجاجية في البلاد.
ياتي ذلك فيما قتل 25 شخصا السبت في سوريا هم 19 مدنيا وثلاثة عناصر امن وجنديان بحسب ناشط، فيما اغتيل ضابط يشغل منصب مدير مشفى عسكري، بحسب مصدر رسمي.
وسياسيا، اعلنت انقرة انها ستطلب من الامم المتحدة مساعدة انسانية لضحايا العنف في سوريا.
ونقلت وكالة انباء الاناضول عن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو قوله لصحافيين اتراك خلال زيارة لواشنطن “اعطيت اليوم توجيهات لرفع طلب الى المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة في جنيف بشأن مساعدة انسانية”.
واشار الى “مأساة انسانية” خصوصا في حمص (وسط) والزبداني (قرب دمشق) اللتين تتعرضان لقصف ينفذه الجيش السوري.
وتخلت تركيا عن حليفتها السابقة سوريا بسبب اعمال القمع التي ينفذها نظام دمشق.
وفي بغداد قال وكيل وزارة الداخلية العراقية عدنان الاسدي في مقابلة مع فرانس برس السبت “لدينا معلومات استخباراتية تفيد بان عددا من الجهاديين العراقيين توجهوا الى سوريا”، مضيفا ان “عملية تهريب السلاح مستمرة” من العراق الى سوريا.
من جهة اخرى وبعد اجتماع في الدوحة لقيادة المجلس الوطني السوري الذي يضم اغلب اطياف المعارضة، قال القيادي احمد رمضان لوكالة فرانس برس “لدينا تأكيدات بوجود اعتراف عربي سيتم في وقت قريب” بالمجلس.
ويعقد اجتماعان في القاهرة الاحد للنظر في تطورات الازمة السورية، الاول لدول مجلس التعاون الخليجي الست (السعودية والكويت وقطر والبحرين وعمان والامارات) التي قررت طرد سفراء سوريا، والثاني لوزراء الخارجية العرب.
واضاف رمضان ان المجلس بحث في فكرة اقامة مجموعة اتصال دولية تحمل اسم “اصدقاء سوريا” وفق فكرة طرحت غداة استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن ضد قرار يدين القمع في سوريا.
واعلن احمد داود اوغلو الجمعة تأييد بلاده للفكرة التي اعتبرتها موسكو “غير شرعية”.
ميدانيا وفي ريف دمشق، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان “ثلاثة مواطنين استشهدوا اثر استمرار القصف على مدينة الزبداني التي تحاول القوات السورية اقتحامها”.
واضاف المرصد “ان قوات الجيش تمكنت من دخول حي المحطة في المدينة بعد ان واجهت مقاومة عنيفة من قبل المنشقين لعدة ايام وذلك بعد ان انسحب المنشقون حفاظا على حياة المواطنين”.
واضاف المرصد “كما تدور اشتباكات عنيفة في شارع الجلاء في مدينة دوما بين الجيش ومجموعات منشقة عنه اسفرت عن مقتل جنديين اثنين وانشقاق ضابط وثمانية جنود مع دبابة”.
وكان المرصد افاد ان “قوات عسكرية امنية مشتركة اقتحمت الجامع الكبير في مدينة دوما بعد صلاة الظهر وبدات حملة اعتقالات داخل الجامع واصيب بعض المصلين بجروح بعد ان جرت اشتباكات بين القوات السورية ومجموعات منشقة عند مداخل دوما”.
وفي جنوب البلاد من حيث انطلقت الحركة الاحتجاجية “قتل ثلاثة عناصر امن وجرح اثنان اثر تفجير عبوة ناسفة بسيارتهم من قبل مجموعة منشقة على طريق السد في درعا”.
وفي ريف درعا، اضاف المرصد “استشهد خمسة مواطنين خلال العمليات العسكرية التي تنفذها القوات السورية في بلدة المسيفرة منذ صباح اليوم”.
واوضح المرصد ان “قوات عسكرية امنية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت بلدة المسيفرة وان الاقتحام تزامن مع اطلاق رصاص كثيف وبدء تنفيذ حملة مداهمات واعتقالات واحراق للدراجات النارية ومصادرة الحواسيب وتنكيل بالاهالي”.
وفي حمص، “قتل تسعة مدنيين بينهم سيدة وجرح العشرات اثر اطلاق النار من رشاشات ثقيلة ونتيجة القصف الذي يتعرض له حي بابا عمرو، وقتل مدني باطلاق نار على حاجز تفتيش في حي باب السباع”.
وفي دمشق، اكد المرصد ان “ناشطا استشهد بعد منتصف ليل الجمعة السبت اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن في حي القابون الذي شهد اشتباكات الجمعة بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة”.
وفي العاصمة ايضا، افادت وكالة الانباء الرسمية من جهتها ان “مجموعة ارهابية مسلحة” اغتالت صباح السبت العميد الطبيب عيسى الخولي مدير مشفى حاميش العسكري في دمشق.
وقالت الوكالة ان “ثلاثة مسلحين ترصدوا خروج العميد الخولي من منزله في حي ركن الدين وأقدموا على إطلاق النار عليه ما أدى إلى استشهاده”.
وفي شمال غرب البلاد، اشار المرصد الى ارتفاع حصيلة قتلى الانفجار الذي قامت به مجموعة منشقة واستهدف اليات عسكرية الجمعة في ريف ادلب الى عشرة عسكريين بعد ان كانت ثمانية.
وفي تطور لافت “كثفت قوات الامن تعزيزاتها في الاحياء التي تشهد حركة احتجاجات في حلب بعد ان هزها الجمعة انفجاران عنيفان” بحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن.
واسفر هذان الانفجاران عن مقتل 28 شخصا وجرح 235 اخرين، بحسب وزارة الصحة.
واكد مدير المرصد في اتصال هاتفي مع فرانس برس “اطلاق نار في عدد من احياء المدينة مساء الجمعة”.
ويزداد التوتر في هذه المدينة يوما بعد يوم مع انها كانت بقيت نسبيا حتى الان بمنأى عن الحركة الاحتجاجية.
واكد الناشط محمد من المدينة للوكالة انه تم تشديد الاجراءات الامنية وبخاصة في احياء المرجة والفردوس والصاخور في شمال المدينة وحي صلاح الدين في جنوبها”.
واضاف محمد الذي فضل عدم ذكر اسم عائلته ان “ثلاث مدرعات دخلت للمرة الاولى حي الصاخور حيث انتشر عدد من القناصة في كل مكان”.
واشار الى تدهور الوضع في هذه المناطق التي تشهد تقنينا للكهرباء ونقصا في المحروقات.
وبالتزامن مع ذلك، يستمر القصف العنيف على حي بابا عمرو في حمص، احد معاقل الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الاسد منذ صباح الاثنين.
وذكر هادي عبد الله عضو الهيئة العامة للثورة السورية في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “حي بابا عمرو ما زال يتعرض للقصف منذ الساعة الرابعة (2,00 تغ)” فجر السبت، مشيرا الى ان “القصف يتوقف لمدة ربع ساعة قبل ان يعود من جديد”.
واضاف عبد الله ان “هناك منازل تضررت بشكل جزئي اذ احدث القصف فوهات في جدران المنازل”.
واشار الناشط الى تردي الحالة الانسانية في هذا الحي “حيث لا يتمكن سكانه من الخروج الى الاحياء المجاورة للحصول على المواد الغذائية والطبية في ظل انقطاع التيار الكهربائي والاتصالات”.
وفي حي الانشاءات في حمص، اكد عبد الله ان “قوات مشتركة امنية وعسكرية اقتحمت الحي معززة بعدد من الشاحنات الصغيرة وقامت باطلاق النار تمهيدا لدخول المنازل ونهب محتوياتها”.
وعمدت هذه القوات “الى سرقة المنازل الخالية من سكانها في هذا الحي الذي يسكنه ميسورون حيث شوهدوا وهم يحملون اجهزة الكمبيوتر والتلفزيونات والاجهزة الكهربائية المنزلية”، بحسب الناشط.

No comments:

Post a Comment