Friday 16 March 2012

في الذكرى السنوية الأولى لثورتهم.. السوريون يحتفلون بالصمود فنيا

2012/03/16
في الذكرى السنوية الأولى
الشرق الأوسط
تحت عنوان «احتفالية الشارع» تعمل «مؤسسة الشارع» وهي مؤسسة إعلامية مستقلة كان لها دور أساسي في نقل مجريات الثورة إلى وسائل الإعلام، بالتعاون مع الناشطين السوريين في التنسيقيات والتجمعات في داخل سوريا وخارجها، على إخراج فنون الثورة على اختلاف أشكالها ضمن نشاطات متعددة، بدءا من يوم أمس وحتى 21 مارس (آذار) الحالي، في العاصمة السورية وعواصم عربية وعالمية.
التخطيط لهذه الاحتفالية الذي بدأ المنظمون العمل عليه منذ أكثر من شهرين، خلال وجودهم في المعتقلات السورية، يسير اليوم في طريقه نحو التنفيذ رغم كل ما يواجهه المنظمون من خوف من الاعتقال أو حتى القتل، ولا سيما داخل سوريا، بحسب ما أكده أحد القيمين على الاحتفالية لـ«الشرق الأوسط». وقال «الهدف من هذا النشاط هو التأكيد على سلمية الثورة وأنها ليست فقط سلاحا ومظاهرات، بل أنتجت فنا وثقافة وأدبا ستجتمع كلها في هذه الاحتفالية في عواصم عربية وعالمية عدة في الوقت عينه، وأهم هذه الدول، القاهرة وبيروت وعمان ولندن وباريس»، لافتا إلى أن التحضير جار أيضا لتنظيم نشاطات لاحقة بهدف إظهار الوجه الجميل للثورة. وفي تعريفهم عن نشاطهم يقول الناشطون في البيان الذي وزعوه «يخترق الرصاص حناجر السوريين، ويغنون للحرية، ويرسمون للسخرية من القذائف التي تدمر بيوتهم. يغنون ويرسمون ويصورون لصنع عيد له ملامح الحرية». ويضيف البيان «بعد عام من الثورة على الطغيان والعتمة، لا بد من الاحتفال بالفن الذي أبدعته أحلام السوريين وساحاتهم وشوارعهم. الاحتفال بالصمود رغم العنف وآلة القتل التي تنهش المدن والأجساد البريئة يوميا على مدار عام كامل».
ولأن الصمود يستحق الاحتفال والفرح للمضي من جديد في المعركة السلمية، بحسب المنظمين، كانت فكرة تنظيم احتفالية «الشارع السوري» التي ستتوزع على أماكن وساحات سوريا عدة وساحات في عواصم عالمية.
وتبدأ فعاليات هذه الاحتفالية يوم الخميس 15 مارس 2012 بعرض فيلم وثائقي يتحدث عن الثورة السورية خلال عام، وسيتم عرضه على إحدى القنوات الإخبارية العربية، وسيلي ذلك مباشرة عرضه في عدة ساحات سوريا، وكذلك في ساحات عواصم عالمية.
كذلك، سيتسنى للمهتمين في كل هذه العواصم، وخلال أسبوع كامل، مشاهدة الأفلام التي توثق الثورة بمظاهراتها وتحركاتها ويومياتها، ونقلها للعالم أجمع وتبلغ نحو 13 فيلما، ضمن ما أطلق عليه تسمية مهرجان «سينما الشارع».
وسيخصص كل يوم من أيام الاحتفالية، للتركيز على محور أساسي، وأهمها «موسيقى الثورة» التي تجمع الأغنيات التي أطلقها الناشطون خلال الثورة، وذلك بعدما أن عمد فنانون محترفون على إعادة توزيعها. و«الفن التشكيلي» في مظاهرة «فن وحرية»، إذ سيتم في يوم واحد أعمال فنانين تشكيليين سوريين معروفين، في كل العواصم، وستكون الأصلية منها معروضة في القاهرة وبيروت. وسيكون أحد أيام الاحتفالية مخصصا لـ«مسرح الثورة»، حيث ستعرض أعمال مسرحية في ساحات سوريا عدة من وحي الثورة. وسيكون للشخصيات العالمية المؤيدة لثورة الشعب السوري، حضورها في «احتفالية الشارع»، من خلال كلمات داعمة لهم. كما سيتم تخصيص يوم كامل للتعريف بما يسمى «البنى والمؤسسات البديلة»، أي تلك النقابات والمنظمات التي أنشأها معارضون خلال الثورة مقابل المؤسسات الرسمية المؤيدة للنظام.
أما ختام احتفالية الذكرى الأولى للثورة، فسيكون مع عيد «النوروز»، وهو العيد الذي يحتفل به الأكراد، وسيكون مناسبة ليجمع السوريين على اختلاف انتماءاتهم وطوائفهم من خلال عرض فيلم مخصص عن دور الأكراد في الثورة السورية إضافة إلى نشاطات فنية أخرى، مع العلم بأنه سيرافق فعاليات الاحتفالية أشكال مختلفة من «التظاهر السلمي الاحتفالي» في مناطق مختلفة من سوريا، كما سيتم إصدار تقارير إعلامية حول عام الثورة وإصدار أقراص مدمجة تضم الأفلام الوثائقية والمقابلات المتعلقة بالثورة، إضافة إلى بطاقات بريدية تحمل لوحات لفنانين تشكيليين رسموا للثورة السورية.
كذلك سيعمل على إصدار كتاب يجمع مواد ميدانية توثق تفاصيل عام الثورة السورية الأول، وذلك من خلال تجارب حقيقية عاشها الناشطون في الشوارع والساحات والسجون وإصدار ألبوم لأغاني الثورة بعد إعادة توزيعها، بالتعاون مع مجموعة من أهم الموسيقيين السوريين.

No comments:

Post a Comment