Tuesday 25 December 2012

الحر يتوقع فوضى عارمة عند انهيار نظام الأسد ويؤكد: لم نتلقّ فلسا واحدا من الخليج


الحر يتوقع فوضى عارمة عند انهيار نظام الأسد ويؤكد: لم نتلقّ فلسا واحدا من الخليج

عمان1:قال قائد عسكري إن مقاتلي المعارضة السورية يحاصرون قواعد ومطارات عسكرية موالية للرئيس السوري بشار الأسد في انحاء محافظة حلب الواقعة بشمال البلاد لكنهم يواجهون صعوبات في التصدي لهجمات تشنها مقاتلات تستطيع حتى ان تنطلق من المطارات المحاصرة.
وقال العقيد عبد الجبار العكيدي رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب التابع للجيش السوري الحر ان قواته تقاتل بدون اي مساعدة من الحكومات الغربية والعربية التي ترغب في الإطاحة بالأسد من السلطة.
وقال العكيدي الذي يقود ما بين 25 ألف جندي و30 ألفا في انحاء محافظة حلب ان مقاتلي المعارضة غيروا استراتيجيتهم من قتال قوات الأسد في المدن إلى محاصرة قواعده في الريف بهدف التشجيع على حدوث انشقاقات وإضعاف المواقع كي يتسنى اقتحامها.
وساعد ذلك في تراخي قبضة الأسد في شمال وشرق البلاد خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ 21 شهرا والتي يقول نشطاء انها حصدت بالفعل أرواح اكثر من 44 ألف سوري.
وقال العكيدي في المقابلة التي اجريت معه في مركز قيادته بريف حلب انهم استقروا على هذه الاستراتيجية في الآونة الاخيرة. وأضاف أن الوضع بالنسبة لقواته على الأرض جيد تماما.
وقال العكيدي الذي كان جالسا امام مكتب بجانب علم الثورة السورية إن قواته خفضت عملياتها القتالية في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان.
وأضاف أنهم اضطروا في البداية لمهاجمة قوات الأسد في الأحياء لطردهم منها حتى لا يلحقوا أي أذى بالمدنيين. وتابع انه بعد اكتساب الخبرة القتالية قرروا العودة إلى الريف لتحرير القواعد العسكرية الكبيرة المحصنة بالدبابات والصواريخ والمدفعية وقذائف المورتر بالاضافة إلى الطائرات. ومضى يقول ان الحصار يقطع خطوط الإمداد عن هذه القواعد والأهم انه يساعد عناصر من الجيش السوري على الانشقاق مما يجعل من الأسهل اقتحامها في نهاية المطاف.
ويقود الجيش السوري الحر بشكل كبير ضباط انشقوا عن قوات الأسد. ومع ذلك فقد بذلت المعارضة جهودا كبيرة لجذب أعداد كبيرة من المنشقين ولكن لم يتخل سوى عدد قليل من كبار المسؤولين عن الحكومة.
وقال العكيدي إن قواته تحاصر حاليا ثلاثة مطارات عسكرية هي كويريس والنيرب ومنغ ومبنى لمخابرات القوات الجوية.
ويعتمد الأسد بشكل متزايد على مقاتلاته التي ما زالت تستطيع الإقلاع من قواعد محاصرة لضرب مقاتلي المعارضة غير المسلحين جيدا.
وقال العكيدي الذي يقدر ان الأسد لم يعد لديه سوى أقل من 100 طائرة قادرة على الطيران ان المشكلة الوحيدة التي تواجههم هي القوة الجوية بعد ان اعتادوا على قتال الدبابات وقصفها.
وتابع انهم اعتادوا على الاستيلاء على قواعد عسكرية تضم دبابات وحاملات جند مدرعة لكنهم لا يستطيعون السيطرة بعد على طائرات لكنه أعرب عن امله ان يتمكنوا من ذلك قريبا.
وقال العكيدي ان قوات الأسد تستخدم طائرات هليكوبتر بالإضافة إلى مقاتلات ميغ وسوخوي الروسية الصنع لضرب مقاتلي المعارضة الذين ما زالوا يفتقرون للصواريخ المتطورة المضادة للطائرات.
وفي محافظة حماة بوسط البلاد قال نشطاء إن مقاتلي المعارضة أسقطوا مقاتلة حكومية يوم الاثنين.
لكن العكيدي قال ان قواته لا تحصل على اي مساعدة من الخارج رغم التقارير التي أفادت بأن قطر والسعودية تسلحان مقاتلي المعارضة.
وقال انهم لم يتلقوا اي مساعدة من اي دولة عربية أو اجنبية لا نقود ولا أسلحة بل مجرد وعود جوفاء. وتابع انه يبدو ان أحدا لا يريد سقوط نظام بشار في المستقبل القريب حتى تدمر البلاد بالكامل وتدمر بنيتها التحتية تماما. وقال انه لا تعنيهم الدماء السورية.
وقال العكيدي الذي انشق في بداية عام 2012 إن أكثر من 90 في المئة من ريف حلب ونحو 80 في المئة من المدينة التي كانت ذات يوم مركزا تجاريا مزدهرا بات تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
وتحدث عن تصاعد مستوى الانشقاقات ولا سيما من المسلمين السنة من قوات دمشق التي ينحدر أغلب قادتها من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.
وقال إنه حدث الكثير من انشقاقات الطيارين وبوجه عام فإن معظم الطيارين السنة انشقوا.
وفي إشارة الى الطيارين العلويين الذين بقوا ولم ينشقوا تساءل العكيدي عم يدافعون. وقال إنهم يعرفون أنهم يدافعون عن بشار الأسد الذي يعرفون أنه سيتركهم ويهرب. ولذلك فليس لديهم إرادة للقتال. ولا يوجد مبدأ أو هدف يقاتلون من أجله.
وأضاف قوله إن كثيرا من الجنود انشقوا بعد حصار في الآونة الأخيرة لكلية للمشاة قرب حلب بينما هرب قائد الكلية بالطائرة. وقال الكعيدي أن روحهم المعنوية دمرت بسبب هروب قائدهم ولم يعد لباقي العناصر رغبة في القتال.
ومضى الكعيدي يقول ان قوات أخرى استسلمت بينما قتل آخرون استمروا في المقاومة ووقع في الأسر عدد كبير منهم. واضاف انهم يعاملون معاملة الأسرى وفق تعاليم الاسلام ومعاهدات جنيف. واستولى مقاتلو المعارضة أيضا على نحو 70 دبابة وقذائف صاروخية وبنادق كلاشنيكوف.
وقال أبو النصر احد جنود لواء التوحيد الذي شارك في العملية "كنا نظن اننا سنلقى مقاومة شديدة. ولكنهم هزموا كالأرانب".
ويسارع نشطاء المعارضة السورية بالتخطيط لمواجهة مرحلة ما بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، خاصة في ظل الفوضى العارمة المتوقعة عند انهيار النظام، والمخاوف التي تنتاب أنصار التعددية والديمقراطية لاعتقادهم بأنهم خاسرون.
وأشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن نشطاء المعارضة وأنصارهم في واشنطن وإسطنبول ومناطق أخرى في أنحاء العالم يؤسسون لقواعد بيانات ويحاولون وضع الخطوط العريضة لهيكل مؤقت للحكم في مرحلة ما بعد الأسد.
وأوضحت أنه حتى أولئك الذين يخططون لمرحلة ما بعد الأسد تتملكهم مخاوف من أن خططهم لن تزيد عن كونها اقتراحات، في ظل توقعهم للصراع والفوضى عند انهيار النظام، وأضافت أن نشطاء المعارضة وأنصارهم يتوقعون صراعا طائفيا دمويا بعد سقوط النظام، كما يتوقعون أن تسيطر القوى المتطرفة المسلحة التي تحارب إلى جانب الثوار على الموقف.
ويعتقد العديد من الناشطين السوريين أن الولايات المتحدة وأوروبا ساهمتا في تفاقم التحديات في سوريا، وذلك بمنعهما التفاعل مع المعارضة المسلحة في البلاد في الفترة التي لا يزال فيها الأسد في السلطة.
ونسبت الصحيفة للمعارض السوري رامي نخلة -وهو المدير التنفيذي لمنظمة تقدم الدعم التقني للثوار ومقرها في إسطنبول- قوله إن هناك حاجة للعمل مع قادة بارزين معتدلين في الجيش السوري الحر، وذلك لجعلهم قادة وطنيين، ولإنشاء منظمة قوية لهم تحت مظلة قيادة سياسية في سوريا ما بعد الأسد.
ويتهم آخرون من نشطاء المعارضة السورية الولايات المتحدة بأنها لم تقدم سوى مساعدات إنسانية غير مباشرة من خلال المنظمات غير الحكومية وأنه ليس لها سوى تأثير ضئيل، ويقولون إنه يصعب على الولايات المتحدة كسب قلوب وعقول السوريين في مرحلة ما بعد سقوط النظام.
وقال مدير هيومان رايتس ووتش في واشنطن توم مالينوفسكي إنه لا أحد في سوريا يفكر في مرحلة ما بعد سقوط الأسد، فالسوريون يفكرون بيومهم الحاضر، وفيما إذا سيبقون أحياء ليوم آخر أم لا.
وأضافت الصحيفة أنه حتى العلمانيون في سوريا الذين يعتقدون أن "الجهاديين" يشكلون خطرا عليهم، يعتقدون بنفس اللحظة أن "الجهاديين" هم الوحيدون الذين ساعدوا الشعب السوري في ثورته ومحنته.
وأشارت إلى أن المسؤولين الأميركيين يقولون إنهم يعترفون بالحالة الكارثية الطارئة في سوريا، خاصة أن قوى الثوار المسلحين بدأت تحقق إنجازات كبيرة على الأرض، وفي ظل تزايد أعداد القتلى من المدنيين وتزايد الحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وتقود الولايات المتحدة مشروعا ممولا من جانب الكونغرس من أجل مستقبل ديمقراطي لسوريا في مرحلة ما بعد سقوط الأسد، حيث يناقش فيه نشطاء المعارضة السورية التحديات والتوصيات من أجل إيجاد أطر للعدالة ومن أجل نظام انتخابي وإعادة هيكلة الاقتصاد والسياسة الاجتماعية.
وقال ستيفن هايمان الذي يترأس المشروع إن كل مدينة وكل قرية في سوريا ستتعامل مع من تعاونوا مع الأسد أو ارتكبوا جرائم، وإن المشروع سيقدم لهم مبادئ توجيهية كي يتبعوها.

No comments:

Post a Comment