Friday 15 June 2012

الفيغارو : لماذا يشدد النظام القمع في سوريا ؟

نشره !the-syrian في 15 يونيو, 2012 - 12:44 مساء
 
صحيفة الفيغارو الفرنسية: لماذا يشدد النظام القمع في سوريا؟
الامم المتحدة تعتبر ان 40 بالمئة من التجمعات السكانية خارجة عن سلطة النظام الذي يخشى من انقلاب في الموقف الروسي
بعد 15 شهرا من أعمال العنف اسفرت عن 14 الف قتيل يأخذ الصراع في سوريا منعطفا جديدا والحرب الاهلية بدات: المجازر والاختطاف اصبحت عملة رائجة في المناطق المختلطة السكان بين المعارضين والموالين للنظام مع ارتفاع متزايد في اعمال العنف: ففي يوم الثلاثاء وحده بلغ عدد الضحايا 80 قتيلا و18 الاربعاء في الوقت الذي دخلت فيه القوات الحكومية دير الزور وقصفت عدة احياء في حمص وانسحب من الحفة نحو 200 ثائر وهي مدينة سنية محاطة بقرى علوية على 10 كيلو مترات غربا وتعاني من قصف مستمر.
ويفسَّر تشديد القمع بالفوضى التي يعاني منها النظام حاليا مع تردد معلومات عن تغيير الحلفاء الروس لموقفهم من النظام كما يؤكد دبلوماسي من بعثة كوفي عنان.
وبالرغم من ان روسيا لم تعلن صراحة عن تغيير في سياستها من نظام بشار الاسد الا انها نيتها بالدعوة الى مؤتمر دولي يشارك فيه جميع الدول الفاعلة في الصراع بهدف البدء بانتقال سياسي . وتنقل الصحيفة عن رجل أعمال علوي على صلة بالمرتب الاستخباراتية العليا في النظام السوري ان الاسد ” يريد ان يظهر في المؤتمر الدولي المنوي عقدة بمركز القوي” ولكن المستفيدين من النظام منقسمون حول التكتيك للوصول الى هذا الهدف، فالمتورطون في اعمال القمع الذين لن يفلتوا من القضاء الدولي يدفعون باتجاه تصفية الثورة بكل الوسائل ، وهناك اخرون متأكدون من فشل الخيار العسكري يأملون بإيصال ادارة من الثورة الى الواجهة يستطيعون ان يتفاوضوا معها في المؤتمر الذي ينوي الروس عقده.
ودائما حسب رجل الاعمال المذكور فان المشكلة هي انه لا يوجد احد من المعارضين في الداخل مهيّأ للعب هذا الدور الا في حال قدم الروس ضمانات بان بشار الاسد لن يكون مرشحا من جديد لخلافة نفسه في انتخابات رئاسية مسبقة قبل عام 2014 موعد انتهاء ولايته الدستورية.
ومع انعدام وجود البديل يبدو ان النظام متورط في ” استراتيجية على الطريقة الجزائرية ” ( في اشارة الى احداث الجزائر في التسعينات) اي استمرار الصراع لفترة طويلة .
ويشير تقرير أولي لمراقبي الامم المتحدة المنتشرين في سوريا الى هناك 40 بالمئة من التجمعات المأهولة في سوريا خارجة عن السلطة المركزية اي ما يعادل تقريبا ثلث مساحة البلاد. ويضيف مصدر قريب من المراقبين الدوليين ان المشكلة بالنسبة للمعارضة هي ان ثلث سوريا المتمرد لا يمثل بعد الا شبكة من الجزر المقاومة المتفرقة التي لم يتوصل الثوار الى ايجاد قنوات اتصال فيما بينها ومن المستحيل حاليا الوصول الى منطقة محررة يجمع فيها المعارضون قواتهم. ويفتقر الثوار كثيرا الى وسائل الاتصالات الامنة فضلا عن ان النظام يسيطر على الطرقات الرئيسية والدولية في البلاد ومنذ سبتمبر الماضي بقي النقاط المقاومة لنظام الاسد نفسها، فحسب احصاء للجنة التنسيق الوطنية المعارضة هناك 24 نقطة مقاومة متوزعة على الشكل التالي: 6 في ضواحي دمشق و6 في حمص ومحيطها و3 في حماة وضواحيها القريبة و 2 في اللاذقية و 2 في ضواحي حلب و 2 في دير الزور و 3 في درعا يضاف الة هذه اللائحة كل منطقة ادلب تقريبا وبخاصة جبل الاكراد حيث لا سلطة للدولة فيه تقريبا. وعلى المستوى السكاني هناك 30 بالمئة من السوريين يشاركون في المظاهرات والمقاومة المسلحة للنظام حسب مسؤول عسكري في المعارضة.
وفي مواجهة الثوار انتهجت قوات النظام استراتيجية دفاع بالتركيز على 3 تجمعات سكانية كبرى يتجمع فيها أغلب الصامتين الذين يعدون 70 بالمئة من السكان وهي مناطق دمشق وحلب وحمص الا ان الانسحاب التكتيكي لا علاقة له بالإقليم الشمالي بعد ادلب المجاور لتركيا حيث انسحب العديد من المعارضين المسلحين ومارس النظام مؤخرا ضغطا عسكريا كبيرا في منطقة الحفة بهدف قطع اتصال المعارضة مع تركيا. الا ان الوقت يضغط ايضا على المعارضة حيث تصل امدادات جديدة من الصواريخ الحديثة وخاصة منها المضادة للدروع (RPG 9) وذلك ” لاننا بحاجة الى توازن في القوة اذا ما توجب علينا قريبا مفاوضة النظام ” نقلا عن معارض معني بشؤون التسليح.
ترجمة : نور النجار – باريس – صحيفة الفيغارو- الخميس 14 حزيران 2012

No comments:

Post a Comment